يعد شعراء أبها من أبرز الشعراء السعوديين والعرب المعاصرين الذين کان لهم دور کبير في إثراء الساحة الأدبية بروائع القصائد العربية التحليلية، ومن خلال إنتاج شاعر أبها الغزير في کتابة القصيدة العربية والتزامه الجاد بقصيدته العمودية المعاصرة التي تضرب أطنابها في أعماق القصيدة العربية القديمة الممتدة؛ کان من الضروري الکشف عن استرفاد شاعر أبها للتراث العريق في شعره، ووصف هذه النزعة الإبداعية وتحليل أبعادها برؤية تتمثل التجربة عبر تقنيات الاسترفاد. ولهذا حاولت في هذا البحث أن أقف وقفة متأنية للکشف عن بعض الصور التراثية التي عبر بها شعراء أبها، وضمنوها قصائدهم، ثم محاولة الکشف عن أشکال توظيفهم لها، وصولًا إلى وضع مقاربات تفسيرية، أو تأويلات تقوم على قاعدة (الإنتاج الدلالي) بما لا يناقض مفهوم الاسترفاد بوصفة سبيلًا يهدف إلى فتح قنوات للمشارکة الوجدانية بين الشاعر والمتلقي. وقد اعتمدت في هذه الدراسة معطيات الشعرية الأسلوبية؛ بوصفها منهجًا يمکن من الکشف عن شعرية النص، وهذا المنهج يثير في شعر أبها تداعيات کثيرة حول مفهوم التجربة ومعطياتها التي استنبطها شعراء أبها في معمار قصائدهم، تنتهي بهم إلى کشف ما يتعالق في تصورهم من قيم الاسترفاد والتمثيل الشعري للصور التراثية بشکل عام وتجربة الشاعر العربي القديم بوجه خاص.