تُعد وسائل الإعلام بشکل عام والقنوات الفضائية بشکل خاص مصدراً رئيساً يلجأ إليه الجمهور في التزود بالمعلومات في جميع القضايا، الاجتماعية، والثقافية، والسياسية بسبب فاعليته وانتشاره الواسع فهو الإعلام قادر على التحرک ومخاطبة جمهور واسع من التکوين المجتمعي، ويمتلک الإمکانات على التأثير الذي لا يأخذ صورة مباشرة وإنما يقوم بتشکيل الوعي الاجتماعي بصورة غير مباشرة، وبشکل متسارع غير ملحوظ دون مقدمات.  حيث تمثل القنوات الفضائية عنصراً مؤثراً في حياة المجتمعات باعتباره الناشر، والمروج الأساس للفکر والثقافة، ويسهم بفاعلية في عملية تشکيل الاتجاهات والمعارف الاجتماعية للأفراد إلى جانب الأسرة والمؤسسات التعليمية؛ بل إنه أحد منتجي الثقافة عن طريقه التفاعل والتأثير الإنساني المتبادل، فبعد الاحتلال الأمريکي عام (2003) أصبح للمؤسسات الإعلامية دوراً کبيراً على حياة الجمهور العراقي دون استثناء، فضلاً عن ظهور قنوات فضائية کثيرة واطلاع الجمهور على العالم الخارجي زادت من قوة تأثيره على الأفراد والجماعات. اذ هدفت الدراسة إلى التعرف على الدور الذي تؤديه القنوات الفضائية العراقية في تشکيل اتجاهات الجمهور إزاء القضايا الاجتماعية، ومدى تلبيتها لحاجات الجمهور، ومدى استفادته منها، والتعرف أيضاً على القضايا الاجتماعية المطروحة في البرامج عينة الدراسة التحليلية وأساليب معالجتها. واعتمد الباحث في هذه الدراسة على المنهج المسحي بشقيه التحليلي والميداني، للإجابة على تساؤلات وفروض الدراسة، وشملت عينة الدراسة التحليلية ثلاث برامج تقدم على الفضائيات العراقية (ونطقت شهرزاد على قناة العراقية– والهوا الک قناة السومرية– انت قناة الفرات)، أما عينة الدراسة الميدانية فتمثلت بـ(425) مفردة وطبقت الدراسة على جمهور مدينة ممن تزيد أعمارهم عن 18 عامًا.