يسَّر الله لي الوقوف على مخطوط رسالة: إتحاف النبهاء بنحو الفقهاء. للإمام محمد بن طولون الحنفي (ت953هـ)(وهو غير محقق من قبل)، ويتناول فيها ابن طولون عدة مسائل يُبيِّن فيها أثر قواعد النحو في فَهم معاني الکلام وتغيُّر دلالته تبعًا لتغيُّر أوجه هذه القواعد. إن الغرض الرئيس من علم النحو أمران، فهم الکلام العربي کما فهمه العرب، وانتحاءُ سمت کلام العرب في کلامها، فليس الغرض من علم النحو هو حفظ قواعده وترديدها، وهذا الذي أراد ابن طولون بيانه في رسالته هذه من خلال عرض طائفة من النصوص والمسائل التي تؤثِّر في فهمها قواعد النحو، ولعل ذلک هو الذي جعَل ابن طولون يُسمِّيها نحو الفقهاء، نسبةَ إلى الفهم، وقد نوَّع ابن طولون في هذه النصوص والمسائل، فجاء بنصوص من القرآن ومن الشعر ومسائل فقهية، يُبيِّن أثر قواعد النحو في فهمها، ومن هنا تأتي أهمية هذه الرسالة فهي على صغر حجمها تعرِض لمسائل يتدرب بها متعلِّم النحو على استعمال قواعده في غرضها الأصلي، وهو فَهم الکلام وَفْق معهود کلام العرب.