يعاني مجتمعنا الجزائري من التفکک أو اللااندماج أو ما يعرف بالاستبعاد الاجتماعي في أنساقه الثقافية والفکرية وأنظمته ومؤسساته الاجتماعية والتربوية، کما يعاني من الاستلاب (الاغتراب الثقافي) بمفهوم کارل مارکس، بناءً على التناقضات والصراعات الموجودة داخل هذا البناء السوسيو ثقافي للمجتمع الجزائري. تعبر کل هذه التناقضات الفکرية عن الخلل الوظيفي الذي يصيب عناصر البناء المعتل سوسيولوجيا والتي تعد مؤشرا عن الفوضوية (اللامعيارية) بمفهوم إميل دورکايم. تظهر هذه الفوضوية من خلال ظاهرة المحاکاة السلبية (التقليد الأعمى) التي نتناولها بالدراسة في هذه المداخلة، والتي يعاني منها أفراد المجتمع الجزائري، وخاصة الفئة الشبانية التي تعبر عن تمزق نفسي داخلي ناتج عن حيرة بين القديم والجديد في ظل ظاهرة العولمة الثقافية، والتي خلقت أزمة حادة في هوية وکذا ذات هذا المجتمع الجزائري.