يمثل حفز السلوکيات الاجتماعية الإيجابية أحد أهم التحديات التي تواجه إدارة الموارد البشرية في المنظمات، لاسيما مع تنامي حدة التغيير في بيئة العمل، وکذلک جملة الآثار الايجابية على مستوى الفرد والمنظمة التي تولدها تلک السلوکيات. وعلى ذلک استهدفت الدراسة الحالية تحديد طبيعة الدور المُعدل لأبعاد القيادة الأبوية في إطار العلاقة بين الاستحقاق النفسي والسلوکيات الاجتماعية الإيجابية لمعاوني أعضاء هيئة التدريس في کليات جامعة الزقازيق، واستندت الدراسة في تحقيق ذلک إلى أربعة فروض رئيسة. وباستخدام قائمة الاستقصاء تم جمع البيانات الأولية من خلال عينة طبقية عشوائية قوامها 327 مفردة من وحدات العينة في سبع من کليات جامعة الزقازيق؛ حيث تم استخدم اسلوب الانحدار الخطي البسيط في اختبار الفرض الأول للدراسة، وتبين وجود علاقة سالبة ومعنوية بين الاستحقاق النفسي والسلوکيات الاجتماعية الإيجابية بين أعضاء الهيئة المعاونة؛ تم تفسيرها عبر نظرية الأحداث الوجدانية ونظرية الضغوط المعرفية وآليات التوافق معها. کما جري استخدام اسلوب الانحدار الهرمي الخطي المتعدد لاختبار الفروض من الثاني إلى الرابع، وکشفت النتائج عن تفاعل نمطي القيادة الخيرة والأخلاقية مع الاستحقاق النفسي لحفز معاوني أعضاء الهيئة المعاونة علي الانخراط في السلوکيات الاجتماعية الإيجابية، بينما تفاعل نمط القيادة السُلطوية مع الاستحقاق النفسي في تقليل انخراط أعضاء الهيئة المعاونة في تلک السلوکيات؛ وتم تفسير هذه العلاقات عبر مدخل جديد هو "أثر بيجماليِن"؛ واختتمت الدراسة بمناقشة النتائج ودلالاتها، وتوصيات الدراسة وحدودها، والدراسات المستقبلية.