تتميز الثقافة النوبية کجزء أصيل من الثقافة المصرية بتفردها وخصوصيتها, يظهر ذلک جليًا في تفاني أفراد مجتمعها في الحفاظ على عاداتهم وتقاليدهم ولغتهم, بالتالي موسيقاهم وأغانيهم. وقد ألقى بعض الباحثين الضوء على الأغاني النوبية الشعبية المرتبطة بمواسم ومناسبات معينة متناولينها بالشرح والتحليل الموسيقي, واستکمالًا لسلسلة الأبحاث تلک, رکزت الباحثة في ورقتها البحثية الحالية على أغاني الأطفال الشعبية لديهم, لما بها من سهولة وتميز في الألحان واللغة التي لايعرفها السواد الأعظم من أجيالنا المعاصرة. من هنا ظهرت مشکلة البحث, حيث وجدت الباحثة الاستخدام الطاغي للکثير من الأغاني الشعبية الأجنبية لسهولة الحصول عليها مدونة (کلمات وألحان) من عدة مصادر, في مقابل صعوبة إلى ندرة الحصول على أغاني أطفال من التراث الغنائي المصري بثرائه على نحو عام, والنوبي على نحو خاص بما يلائم تدريسها في المدارس المصرية, إضافةً إلى جذب انتباه أجيالنا (الطلاب المعلمين والأطفال) إليها. لذا هدفت الباحثة إلى محاولة الجمع والتوثيق لبعض أغاني الأطفال الشعبية النوبية وتحليلها (لحنيًا ولغويًا) في بعض القرى النوبية کعينة ممثلة للمجتمع النوبي, وذلک من خلال الدراسة المسحية التحليلية لتلک الأغاني باستخدم أدوات البحث الآتية: المقابلة الشخصية, التسجيلات, استمارة جمع للأغاني. وتکمن أهمية البحث في کونه خطوة لدمج اللغة النوبية وألحانها في مدارسنا المصرية وتنشئة أجيال واعية بتراث بلادها الغنائي فتصبح سبيلًا إلى سلوک يمتاز بالمواطنة, إضافًة إلى دعم القيم الثقافية والجمالية للنشء المصري من خلال تعرفه على نوع الموسيقى والکلمات المستخدمة في النوبة.