منذ بداية العصر الرومانتيکي وما تلاه في موسيقى القرن العشرين، کان البحث عن أسس جديدة لأنواع مختلفة من الموسيقى تلائم تطورات عصر تميز بالتقدم الصناعى والتقنى والتکنولوجى والعلمى. نتج عن ذلک ظهور الاتجاهات المختلفة فى الموسيقى والتى هدفت إلى تغيير وتطوير الأسس الفنية التى کانت متبعة لعدة قرون وکان من أغرب الاتجاهات التى ظهرت هو (الإثنى عشرية – الدوديکافونيه). (عواطف عبد الکريم – محيط الفنون – ص321). الدوديکافونيه هى أسلوب تأليف قائم على الکونترابنطية المتنافرة للخطوط اللحنية الأفقية المکتوبة بوليفونيا، وتستخدم المسافات المتنافرة مثل (الثانية، السابعة، الزائدة، الناقصة). (سوازن عسل – 1994 – ص2). تعتمد تلک الموسيقى على (اللامقامية) وفيها يعتمد المؤلف ما يعرف بالسلسلة النغمية المکونة من (اثنى عشر نغمة) المکونة للسلم الکروماتيکي، بأى ترتيب تبعاً لرؤية المؤلف بشرط عدم تکرار النغمة الواحدة فى السلسلة، وذلک للاحتفاظ بالأهمية الواحدة لکل النغمات. (Sadi stanly – 1998 – P. 423) ويعتبر المؤلف الموسيقي النمساوى (أرنولد شوبنرج Arnold Schonberg)⁽[1]⁾ مؤسس المدرسة الاثنى عشرية (الدوديکافونية)، اللا مقامية حيث أنه رأى أن الطريقة المعتادة لا تعطى المؤلف السيطرة الکاملة على المؤلفة الموسيقية.