يعتبر الصوت الغنائى آلة موسيقية معقدة حيث يحتاج إلى المزيد من الوقت والصبر لتنميته ونضجه کما يحتاج لتنمية نواحى أخرى مثل النواحى المعرفية حيث الإلمام باللغة والتاريخ والتشريح ، والنواحى المهارية حيث التدريب اليومى المستمر والنواحى الانفعالية من خلال الإحساس والتفاعل مع الموروث الثقافى للعصور والاتجاهات الموسيقية المختلفة والتى يجب أن تکون راسخة فى مخزون وخبرة المغنى لکى يستطيع أن يتواصل مع غيره ومع بيئته.
أثبتت العديد من الدراسات العلمية فى مجال الأداء الموسيقى أن التدريبات التکنيکية سواء فى مجال العزف أو الغناء أساسية فى الوصول بالمؤدى إلى مرحلة الأداء السليم ثم الإتقان ومن ثم الإبداع ويعتمد الأداء العربى الغنائى على مقومات أساسية منها مرونة الصوت التى تؤهل صاحبه إلى التحکم فى تقنيات أدائه .
لذا رأت الباحثة ضرورة وضع تصور مقترح کمحاولة لتقنين الأهداف فى هذا المجال بالترکيز على بعض الأهداف الأساسية فى مجال التدريبات الغنائية العربية لتحقيق تأهيل أولي لمرونة الصوت قبل بداية الغناء .
وبالرغم من وجود العديد من الدراسات التى اهتمت بالتدريبات الخاصة بالغناء العربى إلا أن هذا المجال مازال يحتاج إلى المزيد من الدراسة والإضافات ومحاولات تقنين لتصورات فى تسلسل الأهداف لذا اهتمت الباحثة بتقديم تصور مقترح يمکن أن يُستدل به فى هذا المجال .