قلم التشريفات في مصر 1849 – 1879م
أهتم عباس باشا, بتنظيم حفلات التشريفات الرسمية, والتي يلتقي فيها بأصحاب الرتب المدنية و العسکرية من موظفي الحکومة المصرية وغيرهم, وذلک بتخصيص قلم أو أدارة تشرف عليها. ونجح في توفير الجهاز الإداري للقلم، وکان على رأسه مدير القلم والذي عرف في ذلک الوقت باسم "التشريفاتي". وقد عمل القلم وفق قواعد وأصول وبروتوکولات التشريفات المتفق عليها في تلک الفترة0
وأختص قلم التشريفات بحصر أسماء کافة أصحاب الرتب في جميع دواوين ومصالح وجهات الحکومة، في کشوف خاصة ، تمهيداً لدعوتهم لحضور الحفلات الرسمية. وقد فرضت الحکومة رسوم لتلک الحفلات ، عرفت باسم "رسم تشريفات" وقد تولى القلم عملية تحصيلها من أصحابها. وعمل القلم علي تحديد أنواع وألوان ملابس التشريفات الکبرى والصغرى, الصيفية منها والشتوية، على نسق وطراز ورسوم ملابس التشريفة بالأستانة. في الوقت نفسه, عملت الحکومة علي حماية تلک الملابس من أن تقع في يد الأفراد الغير حائزين للرتب بمنع بيع أو شراء ملابس التشريفات بالأسواق.
وانحصرت وظيفة القلم الرئيسية في تنظيم حفلات التشريفات المختلفة وفقا للقواعد والأصول، وذلک بتحديد مواعيد العرض وحرکة وتنظيم المدعوين والفرق العسکرية والموسيقية المشارکة , وغير ذلک. وکانت أهم تلک الحفلات حفلة تشريفة عيد الأضحى والفطر، والمولد النبوي، ومائدة طعام رجب و تشريفة "قراءة الخط الهمايوني"، أو الفرمان العثماني, وسفر الخديو و الوالدة هانم ,و تشريفة استقبال القناصل الأجانب. وکانت لکل تشريفة عاداتها وتقاليدها الخاصة بها, فعکست شکلا جمالياً وحضاريا لها في تلک الفترة التاريخية0