شهدت السنغال إضرابًا عامًّا للعمَّال في أعقاب الحرب العالمية الثانية "1939-1945"، بسبب ارتفاع الأسعار، وتدنّي الأجور، والتمييز بين الموظفين البيض والأفارقة، ومن ثمّ رفع المُضرِبون لافتاتٍ تضمَّنت مطالبهم مثل: "عمل متساوٍ، أجر متساوٍ"، المساواة بينهم وبين الموظفين البيض في الأجور، زيادة الحد الأدنى للأجور... إلخ، واندلعت أحداث هذا الإضراب خلال الفترة "4 ديسمبر 1945- 17 فبراير 1946"، وانضوى تحت راياته جميع فئات المجتمع من موظفين حكوميين رفيعي المستوى نسبيًّا إلى عمّال عاديين مرورًا ببائعي الخضار في الأسواق والطهاة والخبّازين... إلخ .
لذا تسلِّط الدراسة الضوء على جذور العمل النقابي في غرب أفريقيا الفرنسية عامَّة والسنغال خصوصًا، ونشاط الحركة العمّالية في تحرير المواطن السنغالي من الهيمنة الأجنبية واستغلالها، وموقف السلطات الاستعمارية من نشاطات العمّال السنغاليين من أجل استرداد حقوقهم المادية والمعنوية. وفي ضوء ذلك تضمَّنت الدراسة ثلاثة محاور على النحو الآتي:
أولاً- إرهاصات الحركة النقابية في السنغال
ثانيًا- الإضراب العام في السنغال وموقف الإدارة الفرنسية تجاهه
ثالثًا- نتائج الإضراب العام في السنغال