تنقسم العمارة في بلاد الأناضول خلال العصر الإسلامي بناءا على الفترات التاريخية الحاكمة لتلك المنطقة إلى ثلاث مراحل مهمة، وهي: العمارة السلجوقية، وعمائر فترة الإمارات التركمانية أو ما تُعرف بحكم البِكوات، والعمارة العثمانية، وتمتاز عمارة كل فترة من هذه الفترات الثلاث بأن لها طابعها الخاص والمميز وبصمتها الفريدة بين العمائر الإسلامية، وفي نفس الوقت امتازت بترابطها وتطورها الطبيعي للدرجة التي تجعل الناظر لعمائر تلك الفترات يلاحظ أن جميعها انبثق من أصل واحد وتطور بشكل منطقي وطبيعي، حتى وصلت إلى ذروة ازدهارها، وقد ترك لنا سلاجقة الروم أرثاً معمارياً وفنياً جليلاً، تزخر به معظم مدن الأناضول، وتزدان به أقاليمها، ولا تكمن أهمية هذا الأرث المعماري والفني في كونه الدليل المادي الباقى والشاهد على عظمة ورقى هذه الدولة فقط، وإنما يُعد نواه تأثر بها من خلفه من اسرات حاكمة كالإمارات التركمانية (البكوات)، بل أن العمارة والفنون العثمانية، بما تحمله من أهمية عظيمة، ومكانة كبيرة، إنما هي متأثرة في نشأتها بالعمارة والفن السلجوقي.