يهدف هذا البحث إلي إلقاء الضوء علي المجتمع المصري وذلك من خلال دراسة تأثيرات المعتقدات اليهودية والنصرانية في عادات وتقاليد المجتمع المصري خلال العصر الفاطمي (358-567هـ/969-1171م) الذي تعددت فيه الأجناس والطوائف، ولعل أبرز هذه العناصر، هم أهل الذمة من اليهود والنصاري، فقد عمد الخلفاء الفاطميين إلي سياسة التسامح واللين تجاه أهل الذمة وشاركوهم في الأحتفالات والأعياد الخاصة بهم، مما ساعد علي أن ينصهر المجتمع في بوتقة واحدة، كما كان لهذا الإنصهار أثره في تأثير المسلمين بعاداتهم وتقاليدهم وخاصة في الأعياد وبعض مظاهر الحياة اليومية، وهي صورة واضحة تعبيرعن مدي التعايش السلمي، رغم الإختلاف الديني والمذهبي بينهم وبين المسلمين، كما حظي أهل الذمة علي نصيب وافر من المناصب والوظائف الإدارية في الدولة فكان منهم الوزراء وكتاب الدواوين وغيره،
فقد تعددت عناصر السكان واختلفت أجناسهم وطوائفهم في العصر الفاطمي، فكان سكان مصر في ذلك الوقت اخلاطاً من الناس مختلفة الأصناف من قبط وروم وعرب وبربر وأكراد وحبش وأرمن، إلا أن هذه العناصر المتعددة والأجناس المختلفة انصهرت مع الوقت في الحياة المصرية وتأثرت بتقاليد المجتمع المصري العريق التي تضرب بجذورها العميقة إلي فجر التاريخ لذلك كان لابد من دراسة البحث.