تلقي تلك الورقة البحثية الضوء على ضغوط اتحاد جنوب أفريقيا لرفض الاعتراف بزعامة سيريتسي خاما لقبيلة بانجواتو في بتشوانالاند –بوتسوانا حاليا- نتيجة زواجه من امرأة بريطانية في عام 1948، بين تعيين القبيلة له في يونيو 1949، وإعلان الحكومة البريطانية عدم صحة تعيينه في 1950، بعد ضغط كبير من حكومة الاتحاد، حيث كان رد فعل الاتحاد عنيفًا بشأن قرار تعيينه في يونيو 1949 وقام بالضغط على الحكومة البريطانية لعدم الاعتراف بذلك التعيين، وقد ساهمت تلك الضغوط في حجب الاعتراف بزعامته في يوليو 1949، وانشاء لجنة للتحقيق في القضية برمتها، ولم يكتف الاتحاد بذلك بل قام بحملة اعلامية كبيرة للتأثير على مسار التحقيق القضائي بين أغسطس وديسمبر 1949، وقد قاد تلك الحملة رئيس وزراء الاتحاد دانيال مالان بتصريحاته المتتالية برفض الاعتراف بزعامة سيريتسي خاما، وتهديد بريطانيا بالعمل على ضم اقليم بتشوانالاند، وقد رضخت الحكومة البريطانية أمام تلك الضغوط وأعلنت في 8 مارس 1950 عدم الاعتراف بزعامة سيريتسي خاما، ونفيه خارج بتشوانالاند، وإن كانت حكومة الاتحاد لم تتوقف هنا بل استمرت في حملة الضغط طوال الفترة المتبقية من عام 1950 لضمان عدم التراجع في قرار عدم الاعتراف بزعامة سيريتسي خاما، بل وابعاده نهائيًا عن بتشوانالاند.
وقد اعتمدت الدراسة بشكل رئيس على الوثائق غير المنشورة التي أظهرت الضغوط الذي مارسها الاتحاد لعدم الاعتراف بزعامة سيريتسي خاما لقبيلته، وعدد من الوثائق المنشورة أهمها وثائق مجلس الوزراء البريطاني، والبرلمان البريطاني، وتعود أهمية تلك الوثائق أن بريطانيا كانت هي الدولة المستعمرة لبتشوانالاند والمسئولة عنها، وأيضًا عدد من أرشيفات الصحف البريطانية والدولية المعاصرة للأحداث، خلافًا لعدد من المراجع والمقالات والرسائل العلمية ذات الصلة.