أفضت أحداث 26 سبتمبر 1962 العسکرية في اليمن إلى حرب أهلية. ثم سرعان ما تحولت من صراع مسلح إلى نوع من الحرب بالوکالة کحلقة من حلقات الحرب الباردة العربية، والتي حظي الجمهوريون فيها بدعم عسکري مباشر من الجمهورية العربية المتحدة، بينما دعم الملکيين بالمال والسلاح معارضو التطلعات الرامية إلى الوحدة العربية، وفي مقدمتهم السعودية. کانت المعارک الدائرة في اليمن تعود بالکثير من الفوائد والمنافع على إسرائيل، مثل انخراط خصمها الرئيسي، الجمهورية العربية المتحدة، في القتال بشکل مباشر واستنزافه عسکريا واقتصاديا. لأسباب تتعلق بالسياسة الأمنية، اکتسب توريط الجيش المصري في اليمن وتقييده هناک على المدى الطويل أولوية قصوى بالنسبة للإسرائيليين. لهذا السبب تحديدا کان الإسرائيليون منفتحين على التعاون في اليمن عندما تواصل معهم البريطانيون لدعم الملکيين. الهدف من هذا البحث هو تناول خلفية التدخل الإسرائيلي في اليمن وآلية تنظيم وتشغيل الجسر الجوي، بالإضافة إلى تقييم آثار هذا التدخل. في هذه الورقة البحثية نعتمد على مصادر متنوعة تناولت هذا الموضوع وصدرت باللغة العربية والمجرية والإنجليزية والفرنسية والعبرية.