يعود الفضل للنفط في تغيير ظروف المعيشة واستقرار الحکم في قطر، واکتشاف النفط سبقه مراحل عديدة من الامتيازات الخاصة بالتنقيب عن النفط في الحدود القطرية. وفي هذا البحث سنرکز على الفترة التي سبقت تصدير أول شحنة من النفط في أواخر عام 1949 م. وحقبة التنقيب عن النفط في قطر تبدأ في مايو عام 1935 م، حينما اتفقت الحکومة البريطانية مع شيخ قطر على تطبيق بنود اتفاقية الحماية، وفي نفس الشهر تم منح امتيازات التنقيب لشرکة النفط الإنجليزية الفارسية في کامل حدود شبه جزيرة قطر البرية. وبناءً على هذا الامتياز تلقى حاکم دولة قطر دعماً سياسياً ممثلاً في توفير الحماية العسکرية والبحرية لکل حدود قطر. ودعماً مالياً يقدر بـ 400 ألف روبية مقابل منح امتياز التنقيب عن النفط. بجانب 150 ألف روبية تدفعها الشرکة سنوياً. وکان من نتائج ذلک استقرار السلطة القطرية نتيجة التدفقات المالية. ولا يفوتنا في هذا الإطار التأکيد على أن السبب في التعامل بالروبية الهندية يرجع إلى أن الإدارة والمعاملات المالية في منطقة الخليج التي تهيمن عليها بريطانيا کانت تابعة لحکومة الهند البريطانية.