کانت الطبائع البشرية ووسائل التعبير عنها واحدة في کل العصور، لاسيما في الفرح أو الحزن على حد سواء؛ فتقديم التعزية بين الشعوب لاسيما على المستوى الملکي هو أحد الوسائل التي اتبعها ملوک الشرق الأدنى القديم لتدعيم العلاقات الدبلوماسية بينهم، تلک العلاقات التي کانت في الأغلب تتبلور في اتجاهين لاستمرارها، أحدهما متمثل في الزواج السياسي والآخر في الهدايا الملکية. وما يمکن ملاحظته أن المصادر التي تُعبِّر عن وسائل التعزية قليلة ومحدودة في الشرق الأدنى القديم، ولهذا ستقوم الباحثة بتسليط الضوء على هذه المصادر بمزيد من التحليل والتفصيل، والتي تنوعت بين رسائل التعزية وإرسال سفارات إلى المَلِک الجديد..... أو هدايا جنائزية، وإن لم تکن هناک رسائل مباشرة للتعزية ولکن الرسائل تتضمن بعض الکلمات التي تشير بشکل غير مباشر إلى التعازي والمواساة متمثلة في وصف الملک لحالة حزنه على حليفه المتوفي أو في نوع من "الرثاء الذاتي".