أدت النتائج المتواضعة نسبيًّا التي حققتها خطط التنمية وبرامجها، إلى إعادة النظر في المفاهيم الکلاسيکية للتنمية التي ظلت تعتمد على دور مرکزي للدولة والتي لم تصل آثارها للمستويات المحلية والقاعدية، مما دعا إلى البحث عن مداخل وسياسات أخرى تهتم بتنمية القدرات البشرية، وتشجيع المشارکة على المستوى المحلي، والترکيز على إشباع الاحتياجات الأساسية للمواطنين. وبرز في هذا الإطار مداخل جديدة مثل التمکين والمشارکة الشعبية والتنمية المستدامة والوصول للفئات الأکثر فقرًا حيث هدفت الدراسة الحالية إلى تحديد أهمية التخطيط بالمشارکة في التخطيط للتنمية المحلية، مع رصد المعوقات التي تَحُول دون استخدام التخطيط بالمشارکة في التنمية المجتمعية المستدامة، وذلک من خلال عينة من 115 من أعضاء المجالس الشعبية المحلية بمدن محافظة الفيوم. وخلصت النتائج إلى أن التخطيط بالمشارکة يعزز من قدرة المواطنين علي التعبير عن حاجاتهم والتفکير في أوضاعهم المعيشية، بالإضافة إلى تنمية قدراتهم على التفاوض من أجل إيجاد حلول لمشکلات التنمية المحلية. کما انه يمد أعضاء المجالس الشعبية المحلية بالاحتياجات الفعلية لسکان المجتمع المحلي، من خلال ما يوفره من اساساً معلوماتياً لخطط التنمية بشکل يسهم في صياغة سياسات تنموية اکثر ارتباطاً باحتياجاتهم وتقييم فاعلية الخدمات المقدمة للمواطنين في المجتمع المحلي.