مستخلص
تشکل التنمية المهنية للمعلمين معضلة لکل النظم التعليمية، لا سيما للنظم الضخمة في عدد المعلمين. من هذا المنطلق حاولت الدراسة الحالية أن تضع تصورا مقترحا لصيغة للتنمية المهنية الذاتية المستدامة على مستوى المدرسة تجمع بين جماعة التعلم المهني وأدوات العصر الرقمي، أسمتها "جماعة التعلم المهني الرقمي". ومن أجل الوصول إلى هذه الغاية، استخدمت الدراسة المنهج الوصفي، وأعدت استبانة طبقت على (625) معلما ومعلمة من مختلف الدرجات الوظيفية والمراحل التعليمية بمحافظة الغربية للتعرف على واقع تدريب المعلمين في أثناء الخدمة ومدى إمکانية تطبيق صيغة جماعة التعلم المهني الرقمي على مستوى المدرسة لتحقيق التنمية المهنية الذاتية المستدامة للمعلمين في مراحل التعليم ما قبل الجامعي. بعد إجراء المعالجة الإحصائية للبيانات الناتجة عن تطبيق الاستبانة، توصلت الدراسة إلى (1) أن ممارسات التنمية المهنية الحالية لا تفي کميا باحتياجات المعلمين، وما تزال نوعيا تقليدية في موضوعاتها ووسائطها ومحتواها، وأن اتجاهات المعلمين نحو ممارسات التنمية المهنية الحالية جاءت في المستوى المتوسط (3,34)، (2) أن مدى توطن تقنيات المعلومات والاتصال في مدارس التعليم ما قبل الجامعي ولدى معلميه جاء دون المستوى المنشود، لا سيما بالنسبة للمعلمين، (3) أن مدى إمکانية تطبيق صيغة جماعة التعلم المهني الرقمي على مستوى المدرسة جاء في المستوى المرتفع (4,26 لممارسات جماعة التعلم المهني الرقمي، 4,17 لدمجها في بنية المدرسة وتنظيمها، 4,21 لدمجها في آليات عمل الوزارة، 4,19 لفوائدها المدرکة). وفي ضوء هذه النتائج قدمت الدراسة تصورا مقترحا لجماعات التعلم المهني الرقمي المنظمة والمدارة من الموقع والمدعومة والمتابعة من المرکز کمدخل للتنمية المهنية الذاتية المستدامة لمعلمي التعليم ما قبل الجامعي.