يتفق معظم المصممين العمرانيين على تعدد الفوائد العمرانية والجمالية لاستخدام النباتات فى الفراغات العمرانية، بالإضافة لفوائدها البيئية حيث تحسن من ترکيب الهواء بزيادة نسبة الأکسجين به وتقليل ثانى أکسيد الکربون والمواد العالقة، کما تقلل من درجة حرارة الهواء. ولکن کثيرا ما يواجه المصمم العمرانى بمشاکل تصميمية أو بيئية تجعل من الصعب عليه أن يستخدم النباتات فى تنسيق الفراغات العمرانية التى يصممها، مما يدفعه للإقلال من النباتات رغم اقتناعه بأهميتها.
وتقدم فکرة الحدائق المتنقلة حلولا لبعض هذه المشاکل، فتسمح للمصمم بزيادة التشجير واستخدام النباتات فى الفراغات التى يصعب زراعتها بالأسلوب التقليدى بشکل عملى وبتکلفة اقتصادية، وتساعده على تحقيق أهدافه التصميمية بالرغم من وجود هذه المشاکل.
وهذه الفکرة معروفة منذ مئات السنين، فزراعة نباتات الزينة فى الأصص والآنية هى أبسط صور الحدائق المتنقلة وأقدمها، ولا ت ا زل أکثرها انتشارا. ولکن مع التطور التکنولوجى اليوم، أخذ الأمر أبعادا جديدة، وصلت إلى بناء ملاعب کاملة لکرة القدم ذات أرضية خضراء طبيعية قابلة للفک والترکيب، ترفع عند استخدام الإستاد لحفلات (الموسيقى، ويعاد ترکيبها قبل بداية المباريات).
وامتد الأمر إلى معظم عناصر تنسيق الموقع النباتية، مثل الأسوار وأشجار التظليل، التى لم يکن من المتخيل حتى وقت قريب أنه يمکن نقلها. کما حدثت تطورات فى آنية النباتات المتنقلة نفسها والطرق المتقدمة لريها، فهناک بعض الآنية تحتاج للرى مرة واحدة کل بضعة أشهر، وأخرى ترتبط بشبکات أوتوماتيکية للرى، مما يقدم إمکانيات جديدة تماما للحدائق. فاستخدام الحدائق المنقولة هى أحد التطورات التقنية التى تدخل بالزراعة فى مجال التکنولوجيا المتقدمة وتقربها من الصناعة التى تتسم منتجاتها بالتحکم العالى فى الجودة، مما يجعلها أحد
High Tech Landscape جوانب تنسيق المواقع ذو التقنية المتقدمة وتفتح إمکانيات الحدائق المتنقلة -سواء الجديدة أو القديمة- الباب أمام المصمم العمرانى ومنسق الموقع للعشرات من الأفکار والحلول لمشاکل کان من الصعب التعامل معها من قبل.