تناقش هذه الورقة البحثية مشکلة أسلوب التنمية فى الدول النامية وکيف أن عدم اخذ البيئة فى الاعتبار – کأحد الموارد الواجب تنميتها – يعرض تلک الدول لفقد جزء کبير من رأس المال الذى يمکن استثماره على المدى القريب او البعيد فالحفاظ على البيئة بنوعيها الطبيعية والعمرانية هدف اساسى ولا يمکن إغفاله، ومصر لديها ثروة کبيرة من البيئة الطبيعية والعمرانية المتمثلة فى المناطق التاريخية والأثرية والمناطق ذات الطابع. وجميعها تتطلب وعيا کبيراً عند التدخل فيها بالتنمية حتى لاتفقدها هذه التنمية جزءا أساسياً من قيمتها. ومن هنا کان مدخل التنمية المتواصلة Sustainable Development  هو اکثر المدخل ملاءمة فى هذه الحالة خاصة فى الدول النامية بمشکلاتها الاقتصادية المعروفة. إلا انه رغم ذلک مازال اتجاهاً نظريا بلا تطبيقات حقيقية نتيجة لما يتطلبه التطبيق من وعى وقدرات إدارية وتنموية عالية تفتقدها تلک الدول إلى حد کبير. ولقد اختارت هذه الورقة البحثية مشروع تنمية وتطوير جزيرة الأحلام بالمنتزة – الاسکندرية، کحالة دراسية ونموذج للمشروعات التى تتطلب تنمية متواصلة تحفظ للمکان طاقاته التنموية على مدى الأجيال القادمة، فى نفس الوقت الذى تتيح فيه استغلال الموارد وتحقيق عائد عالى يسهم فى رفع الدخل القومى.  وينتهى البحث الى مجموعة من النتائج والتوصيات التى يمکن الاسترشاد بها فى المشروعات المشابهة مع اقتراحات لنقاط بحثية اخرى يمکن تناولها فى احباب قادمة.