لقد أدى التطور المتنامي في تقنيات المعلومات والاتصالات إلى تطور مواز في جميع الأنشطة الإنسانية. ولم يکن مفھوم المدينة ککيان حي ببعيد عن ھذا التطور مما أتاح الفرصة بدوره إلى ظھور مفاھيم المدن الالکترونية والرقمية والمعرفية. وتعتمد طموحات المدن في تحدي النقص المعرفي وعبور الفجوة الرقمية ومحاولات إنشاء مجتمعات المعرفة Knowledge Communities التي ترتکز على أن المساھمة في إبداع مستقبل الکيان الإنساني ومستقبل البشرية ھو رکيزة التطور في الإقتصاد المعتمد على المعرفة "Knowledge economy".   ويتناول البحث التعرف على الإطار العام لإقتصاد المعرفة من مفاھيم وخصائص ومؤشرات، مع عرض نموذج لتجربة فنلندا الرائدة فى مجال الإقتصاد المعرفى، ثم إستعراض مقومات مدينة بورسعيد، وتحليلھا وأھم المؤشرات لجاذبية إعتماد المدينة على الإقتصاد المعرفي، وکيفية الإفادة من دور الإقتصاد المعرفى فى التنمية المستدامة لمدينة بورسعيد بعد قرار إلغاء المدينة الحرة وذلک بالبدء فى تأھيل المدينة للإقتصاد المعرفى من خلال إعادة صياغة منظومة إقتصاديات المدينة بما يسمح بتعدد وتنوع الأنشطة الإقتصادية الدافعة للنمو، وتحقيق ميزة تنافسية لمدينة بورسعيد بإعتماد إقتصادھا ونمط حياتھا إعتماداً کبيراً على تکنولوجيا المعلومات Information & communications technologies)) ، وتحويلھا إلى مرکز تجارى ومالى عالمى يرتکز إلى مشروعات إنتاجية تصديرية توسع من نطاق التبادل التجارى مع العالم الخارجى وتنشط تجارة الترانزيت من خلال رؤية مستقبلية لإستراتيجية التنمية المستدامة لمدينة بورسعيد تعتمد على محاور رئيسة للتحول نحو الإقتصاد المعرفي فى إطار خطة عمل مؤسسية.