يمثل مرکز المدينة القلب النابض والجزء الحيوي الأکثر تعقيداً في عناصرها العمرانية، وترجع أهميته إلى أنه يمثل مرکزاً للتفاعل الثقافي والاجتماعي والبيئي والاقتصادي للمدينة وهو القلب النابض بالحرکة الآلية وغير الآلية، وهو مقصد وغاية الرحلات التجارية والترفيهية لسکان المدينة وإقليمها بمستوياتهم المختلفة وطبقاتهم المتعددة للحصول على احتياجاتهم وقضاء مصالحهم وهو الواجهة التي يمکن من خلالها الحکم على قيم وتراث وتقدم الشعوب وما لديها من فکر وثقافة. وينمو مرکز المدينة مثله في هذا الشأن مثل المدينة ککل وذلک نتيجة لزيادة الطلب على الخدمات المصاحبة للزيادة السکانية وبخاصة الخدمات التي يقدمها مرکز المدينة وبالتالي فإن مرکز المدينة يعکس المراحل الزمنية للتطور التاريخي لها. ونتيجة لهذا النمو تظهر المراکز الحديثة للمدن طبقاً لأنماط تخطيطية مختلفة سواء بجوار المراکز القديمة للمدن أو بعيداً عنها کمراکز حديثة منفصلة.
ويهدف البحث إلى التعرف على الإطار العام الذي ينظم العلاقة الوظيفية بين المرکز القديم والمرکز الحديث للمدينة والذي يعمل على تقوية کل منهما للآخر لخدمة المدينة ککل والذي من خلاله تتحقق التنمية المستدامة للمرکز القديم والمرکز الحديث للمدينة. ويتساءل البحث عن احتمالات العلاقة بين المرکز القديم والحديث للمدينة وما هي الظروف المطلوبة التي تحدد العلاقة المثلى بين المرکز القديم والحديث للمدينة والتي من خلالها يتم المحافظة على عدم تدهور المرکز القديم للمدينة وتحقيق التنمية المستدامة.