البيئة التي ينشأ بها الطفل تحدد وتوجه قيمه وخياراته وتطلعاته، فضلا عن تأثيرها على صحته البدنية والاجتماعية والنفسية الطويلة الأجل. وعلى هذا النحو، فمن المهم تزويد الأطفال ببيئات تعزز الخيارات الإيجابية وأنماط الحياة الصحية، وتوفر أيضا فرصا للأطفال لتعلم کيفية أن يصبحوا أعضاء مساهمين في المجتمع، فلقد اعتمدت الأمم المتحدة اتفاقية حقوق الطفل التي تعترف بأن الأطفال لهم احتياجات معينة تختلف تماماً عن احتياجات البالغين. وتمنح هذه الاتفاقية الأطفال عدداً من الحقوق السياسية، مثل عدم التمييز وحرية التعبير، والحماية من الأذى، واحترام آراءهم. (United Nations, 1989) ونتج عن المبادرات و المؤتمرات الدولية التي عقدتها الأمم المتحدة منذ التسعينيات من القرن الماضي والتي تلت الإعلان عن حقوق الطفل ، ازدياد الاعتراف بأهمية تأثير المدن علي الأطفال. ودفعت هذه المبادرات الحکومات الوطنية إلى اتخاذ التزامات خاصة على نفسها تجاه الأطفال. وفي مؤتمر الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية المنعقد بإسطنبول 1996تم الترکيز على فکرة المدينة الصديقة للأطفال والتي تسعي لإعادة توجيه العملية التخطيطية والعمرانية لتستجيب لمتطلبات الطفل وإدماجه کشريک رئيسي فيها. ولا توجد نماذج قياسية للمدن الصديقة للطفل "القاسم المشترک هو جعل المدن والمجتمعات والأماکن أحياء أفضل للأطفال والشباب" (UNCHS, 1997; UNICEF, 2010; Riggio & Kilbane, 2000)
ولذلک يتناول البحث دراسة المدينة الصديقة للطفل من حيث مفهومها ومبادئها والآليات اللازمة لتحقيق هذه المبادئ، مع التطبيق على الحالة المصرية لمعرفة دور التخطيط في تحقيق المدن المصرية الصديقة للطفل ، واستخدام هذه الأداة لتقييم حالة الدراسة "مدينة الإسکندرية" وذلک لأن منظمة الأمم المتحدة للطفولة " اليونيسيف " ومحافظ الإسکندرية والمعهد العربي لإنماء المدن قاموا بتوقيع أول اتفاقية لحماية الأطفال المعرضين للخطر وجعل الإسکندرية "مدينة صديقة للأطفال في عام 2006م بهدف تطوير وحماية الأطفال وتوفير جميع احتياجاتهم کجزء من مبادرة إقليمية لحماية الأطفال بدعم من المعهد العربي لإنماء المدن (أمانة عمان الکبرى الهيئة التنفيذية لمدينة صديقة للأطفال، 2008). وتضمنت منهجية البحث ثلاث مراحل متتابعة بدئا بمعرفة المفاهيم المتعلقة بالمدن الصديقة وحقوق واحتياجات الطفل التي يجب تحقيقها في المدينة ومعرفة احتياجات الطفل في المدينة للخروج بأھم الأهداف التي ينبغي تحقيقها في المدن الصديقة للطفل. تليها دراسة التجارب العالمية للمدن الصديقة للطفل للخروج بآليات تحقيقها وقائمة مراجعة المدن الصديقة، والخطوة الأخيرة هي تقييم التجربة المصرية لتحديد دور التخطيط في تحقيق المدن الصديقة للطفل في مصر.
The environment in which a child grows determines and directs his or her values, choices and
aspirations, as well as their long-term physical, social and psychological health. It is hence important
to provide children with environments that promote positive choices and healthy lifestyles and also
offer them opportunities to learn how to become contributing members of the society. In 1989, the
United Nations adopted the Convention on the Rights of the Child, which recognizes that children
have particular needs that are completely different from those of adults. The Convention gives
children a number of political rights, such as non-discrimination and freedom of expression,
protection from harm and respect for their views. The subsequent initiatives and international
conferences since the early 1990s, resulted in a growing recognition of the importance of cities to
children. These initiatives have led national Governments to make special commitments to children.
The UN-Habitat-United Nations Human Settlements Conference held in Istanbul in 1996, focused on
the idea of a child-friendly city that seeks to reorient the planning and urbanization process to respond
to the child's needs and to integrate the child as a key partner. There are no standard models of childfriendly
cities. The common denominator is to make cities, communities and places better for children
and young people. The paper hereby examines the child-friendly city in terms of its concept,
principles and the mechanisms necessary to achieve them, applying to the Egyptian situation to
explore the role of planning in the achievement of Egyptian child-friendly cities. It also assesses the
status of the case study "Alexandria City", the first Egyptian city to sign an agreement to protect
children at risk and become a "child-friendly city" in 2006 as part of a regional child protection
initiative supported by the Arab Development Institute. The research first introduces the concept of
child friendly cities and the rights and needs of the child that must be achieved in the city to determine
the most important goals to be achieved in child-friendly cities. This is followed by a study for global
experiences of child-friendly cities to determine the mechanisms to achieve the goals of child-friendly
cities and a checklist of child-friendly cities. The last step is an evaluation for the Egyptian experience
to determine the role of planning in achieving child-friendly cities in Egypt.