أدت ظاهرة التغير المناخي العالمية الى تواجد العديد من المؤسسات الرسمية وغير الرسمية التي تشجع اتباع النظم العمرانية المستدامة ما لها من تأثير في تحسين المناخ الداخلي بالمبنى ومن ثم ترشيد استهلاک الطاقة وملوثاتها، وذلک من خلال وضع مؤشرات ومعايير للعمران الأخضر أو العمران المتوافق بيئيا والأقل تأثير سلبي على البيئة، کي تساعد متخذي القرار على تحقيق نظم الحفاظ على البيئة والاقتصاد الاخضر والعدل الاجتماعي. ورغم تکامل تلک النظم الى حد ما خاصة فيما تناوله المجلس الامريکي للأبنية الخضراء باعتباره الرائد لدعوة اتباع نظم العمران المستدام، الا انه لم يتناول بعض التفاصيل الخاصة بأسس تصميم العمران المؤثر في خفض حرارة المناخ العمراني ومن ثم خفض الجزيرة الحرارية وتخفيف التغير المناخي، الذي يعمل عليه حاليا برامج الحفاظ على البيئة بمنظمة الامم المتحدة وبعض دول العالم. ويتناول البحث دراسة تحليلية لعرض بعض مسببات ومشاکل التغير المناخي ومقياس البصمة الکربونية المؤثرة في زيادة التلوث وتدهور البيئة، وإلقاء الضوء على أهم معايير مجالس الأبنية الخضراء للتجمعات المستدامة على المستوى العالمي، بالإضافة الى عرض بعض الدراسات العملية التي تناولت بالقياس الحقلي والمحاکاة الرقمية تأثير بعض عناصر العمران المؤثرة في خفض حرارة العمران، ويخلص البحث الى استنتاج بعض أسس التصميم العمراني للتجمعات المستدامة والمؤثرة في خفض حرارة العمران ومن ثم خفض الجزيرة الحرارية.