يستهدف هذا البحث دراسة وتحليل العلاقة بين الإفصاح عن الاستدامة ومخاطر المنشأة، ولتحقيق هذا الهدف، فقد اعتمد الباحث على منهج الدراسة النظرية من خلال استعراض ما ورد بالأدب المحاسبي لاستقراء وتحليل الدراسات السابقة المرتبطة بمتغيرات البحث. ولقد توصل الباحث إلى أن الإفصاح عن الاستدامة يساهم في تخفيض مخاطر المنشأة، من خلال تحسين بيئة المعلومات داخل المنشأة، والحد من عدم تماثل المعلومات وعدم التأکد بشأن العوامل التي تؤثر على قيمة المنشأة وتدفقاتها النقدية؛ مما يُساهم في تخفيض تقلبات عوائد الأسهم وتخفيض تکلفة رأس المال، الأمر الذي ينعکس على تخفيض مخاطر المنشأة. کما أن الإفصاح عن الاستدامة يؤکد على الالتزام بالعقد الاجتماعي القائم بين المنشأة والمجتمع الذي تعمل فيه، مما يُساعد على إضفاء الشرعية على أنشطة المنشأة، ويساهم في تحسين سمعة المنشأة، والتي تولد رأسمال أخلاقي يوفر حماية شبيهة بالتأمين تُقلل من تعرض المنشأة للمخاطر. وبالرغم من ذلک، وفي ضوء نظرية الانتهازية الإدارية فقد يستخدم المديرون الإفصاح عن الاستدامة لتحقيق مصالحهم الشخصية، والاستمرار في مناصبهم الإدارية؛ وبالتالي زيادة تکاليف الوکالة ومخاطر المنشأة. على الجانب الآخر، فإن المخاطر المرتفعة للمنشأة قد تدفع الإدارة إلى توفير مزيد من الإفصاح عن الاستدامة من أجل تخفيض عدم تماثل المعلومات؛ وبالتالي تخفيض المخاطر، مما يُشير إلى وجود علاقة متبادلة بين الإفصاح عن الاستدامة ومخاطر المنشأة.