بناءً على مبادئ نظريات التعلم الاجتماعي والنظرية المکونة للإبداع والنظرية الاجتماعية التحفيزية، يهدف البحث الحالي إلى اختبار أثر ممارسات القيادة الريادية (صياغة التحدي، استيعاب عدم التأکد، تحديد واستغلال الفرص، التوجه نحو التعلم، بناء الالتزام، التعهد، وتحديد الحدود) على الأداء الإبداعي للموظفين، والوقوف على الدور الوسيط التفسيري للقوى التحفيزية الذاتية والاجتماعية في العلاقة بين القيادة الريادية وإبداع الموظفين في قطاع البنوک التجارية. وفقاً لذلک، اتبع البحث الحالي التصميم الوصفي الکمي لغرض اختبار فروض البحث، وتم قياس المتغيرات من خلال بنود القياس التي ثبت صدقها وثباتها في الأدبيات ذات الصلة بالبحث، وقد تم تصميم قائمة الاستقصاء کأداة لجمع بيانات البحث من عينة حصصية قوامها (260) مفردة من موظفي البنوک التجارية المصرية العامة والأجنبية. وتم ترميز وتحليل البيانات من خلال أسلوب نمذجة المعادلة الهيکلية بشقيه القياسي والهيکلي برنامج تحليل الهياکل اللحظية. وخلصت نتائج التحليل الإحصائي إلى أن قادة البنوک التجارية في مصر لديهم درجة عالية من التوجه الريادي يتمثل أهمها في استيعاب عدم التأکد ووضع إطار للتحديات بمتوسطات حسابية (3,98) و(3,94) لکل منهما على التوالي، مما يُمکّنهم من العمل في ظل الظروف البيئية العالمية وتفشي وباء کورونا المستجد (COVID-19). کما أوضحت النتائج وجود تأثير إيجابي ذات دلالة إحصائية لممارسات القيادة الريادية على إبداع الموظفين بالبنوک المصرية بمعامل تأثير معياري (0,39) عند مستوى معنوية أقل من (0,05). وأن ممارسات القيادة الريادية تؤثر معنوياً على تطوير التحفيز الذاتي لدى الموظفين بمعامل تأثير معياري مقدر بنحو (0,70)، وتأثيرها الأعلى على الإطلاق على التحفيز الاجتماعي (0,85). بالإضافة إلى ذلک، خلصت النتائج إلى أن ممارسات القيادة الريادية تفسر (73%) من التحفيز الاجتماعي، و(50%) من التباين في إبداع الموظفين بالبنوک المصرية، و(49%) من التحفيز الذاتي،. کما کشفت النتائج أيضاً عن أن التحفيز الذاتي والاجتماعي للموظفين يلعب دوراً وسيطاً في تعزيز إبداع الموظفين من خلال ممارسات وأدوار القيادة الريادية حيث وجدت قيمة معنوية للأثر غير المباشر للقيادة الريادية على إبداع الموظفين بلغت (0,30).