إن صوتاً ما أو فکرة أو إشارة أو کلمة أو حرکة تجعل من العرض المسرحي شيئا فريداً لا يتکرر. إن العلاقة الوطيدة بين الموسيقى والمسرح ظاهرة قديمة جداً. لقد وُلد المسرح من الموسيقى، فمنذ القدم اقترنت الموسيقى بالعرض المسرحي. کان الممثل مغنيا وکان يستخدم الموسيقى من أجل تعزيز الحدث أو ربط مجموعة من المشاهد المختلفة أو تسلية الجمهور أثناء فترات الاستراحة.
تتناول الدراسة عنصر الموسيقى وإسهامه الکبير في الفن المسرحي لکونه مکوناً أساسياً في اللغة المسرحية. ترتبط المقطوعات الموسيقية المقترنة بالعمل المسرحي المکتوب بالعرض الخاص به على خشبة المسرح وهنا تبرز ثلاث مهام موسيقية لأي عمل موسيقي وهي: نقل المتفرج إلى مکان وزمن العمل، إبراز موقف معين أو حالة محددة، تحول الموسيقى في حد ذاتها إلى شخصية هامة وأساسية في مسار الأحداث. هدف الدراسة هو تحديد إلى أي مدي تعد الموسيقى.
الهدف الرئيسي لهذا البحث هو تحليل الأسلوب الخاص بالمعزوفة الموسيقية على المسرح من خلال دراسة البنية الأساسية للغة الموسيقية على المسرح والتي تنقسم إلى: إيقاع موسيقي ولحن موسيقي وتناسق موسيقي. وبهذا يکمن الجوهر الأساسي للعلاقة الوطيدة بين اللغة الموسيقية واللغة المسرحية لإبراز تأثير اللغة الموسيقية في الدلالات والإشارات والعناصر المسرحية في کثير من الأعمال المسرحية.