هدف ﻫذا اﻟبحث إﻟﻰ تتبع أسلوب الحوار بنوعيه (الخارجي والداخلي) في شعر النمر بن تولب؛ وذلک للخروج بنظرة جامعة تحدد مدى عمق ذلک عند هذا الشاعر المخضرم، ومدى تأثيره في التشکيل الفني والموضوعي لإنتاجه الشعري، ولتبيان ذلک فقد اعتمدت الدراسة المنهج التحليلي، ذلک المنهج القائم على التحليل والعرض والمزاوجة بين الجوانب الفنية والموضوعية في آن واحد، وذلک من خلال التقصي الدقيق للنماذج الشعرية ضمن ديوان الشاعر.
وقد أتى هذا البحث ﻓﻲ مقدمة اشتملت على نبذة مختصرة للتعريف بالشاعر (النمر بن تولب)، وإبراز قيمة الحوار في بنية الشعر وأطرافه ووظيفته النفسية والفنية، ثم تطرق البحث إلى موضوعين أﺳﺎﺳﻳين، أولهما: الحوار الخارجي (الديالوج)، وهو ما يعرف بحوار الآخر أي الشخوص کحوار شاعرنا مع زوجه اللائمة کرمه ومبالغته في البذل والعطاء، وکذا حواره مع زوجه (دعد) المتعجبة لشدة لوعته بها وفرط اشتياقه لها، أما الموضوع الآخَر فهو: الحوار الداخلي (المونلوج)، وهو الحوار المتخيل أي: ما يدور بين الشخصية ونفسها أو ما يکون معادلا للنفس کحوار الأنا وحوار الطبيعة کمحاورة شاعرنا طريدته، وفي کليهما التزم شاعرنا بصيغ الحوار وأشکاله القائمة على الصيغ القولية والأساليب الإنشائية.