ارتبط تطور الأدب الإنساني بشکل واضح بوسائل الإعلام، ومع نهاية القرن العشرين ظهر لنا مصطلح جديد ألا وهو الشبکة العنکبوتية. ومع دخول الحاسوب للصين في تسعينيات القرن الماضي، وتأثير الشبکة العنکبوتية الواضح على شتى مجالات الحياة، تأثر الأدب من حيث أسلوب الکتابة، والمطالعة، والنشر، وانضم للعالم الأدبي عضو جديد وهو الأدب الرقمي. تنقسم هذه الورقة البحثية إلى مقدمة وخاتمة وثلاثة فصول، تناول الباحث في أولها التعريف بالأدب الرقمي واختلافه عن الأدب التقليدي، ثانيا خصائص الأدب الرقمي، وأخيرا جماليات الأدب الرقمي. نظرا لما وفرته التکنولوجيا من فضاء واسع وعدم التقيد بهوية أو طبقة معينة للکاتب، ازداد نطاق القراء واتسعت مجالات الکتابة وأصبح الترکيز على ما يهم القارئ، فتحولت القراءة إلى مشاهدة وتحولت مطالعة الکتب إلى مشاهدة شاشات. فتخلص القارئ من أعباء البحث عن جماليات النص، وأصبحت حرية القراءة وبساطة جماليات النص من أهم خصائص هذا الشکل الأدبي. وقد اختلفت مقايس الجمال في الأدب الرقمي عن الأدب التقليدي من حيث اللحظية، الأصالة، التنوع، المبادرة، الترفيه، أسلوب القراءة بالتمرير "scrolling"، التفاعل اللحظي بين الکاتب والقارئ. کما اختلف أيضا من حيث هدف وطريقة تناول هذه المقاييس.