تختبر هذه الدراسة فرضية رئيسة تزعم أنَّ للوثائق الأخلاقية دورًا کبيرًا في دعم العلوم والتکنولوجيا في العالم العربي؛ حيث اختارت الدراسة وثيقة "شِرْعة أخلاقيات العلوم والتکنولوجيا في المنطقة العربية" نموذجًا؛ للتطبيق عليها في بيان أهمية الوثائق الأخلاقية، تلک الوثيقة التي صدرت في عام 2019م، عن منظمة اليونسکو، بالتعاون مع مکتب اليونسکو الإقليمي للعلوم في الدول العربية بالقاهرة، والوثيقة قام بإعدادها مجموعة من الخبراء والمختصين في الأخلاقيات من دول عربية مختلفة، وحررها دکتور "بهاء درويش" أستاذ الفلسفة بجامعة المنيا، عضو اللجنة الدولية لأخلاقيات البيولوجيا اليونسکو– باريس. ومنْ ثمَّ جاءت الدراسة في مقدمةٍ وأربعة محاور وخاتمة؛ حيث جاء المحور الأول ليمثل مدخلًا تمهيديًّا بيَّنتْ فيه الدراسة مفهوم الوثائق الأخلاقية وأهميتها وأنواعها، وعرضتْ في المحور الثاني واقع المجتمع العربي، حيث دلَّلتْ على حاجته لوثيقة کلية في أخلاقيات العلوم والتکنولوجيا؛ لأن کل الوثائق الأخلاقية الموجودة إما خاصة بأخلاقيات الطب أو أخلاقيات البيولوجيا فقط. ثم جاء المحور الثالث ليحلل شرعة أخلاقيات العلوم والتکنولوجيا في المنطقة العربية، ثم تقدم الدراسة في المحور الرابع مقترحات نقدية استکمالية للوثيقة، وتبين مدى حاجة المجتمع العربي لوثائق أخلاقية في مجالات أخرى. ولتحقيق الهدف المنشود، استندت الدراسة إلى ثلاثة مناهج رئيسة؛ المنهج الوصفي التحليلي والمنهج النقدي والمنهج المقارن.