تهدف هذه الدراسة في مجملها إلى الوقوف على اعتراضات الأزهري في معجمه (تهذيب اللغة) على ابن دريد في معجمه (الجمهرة)، وقد اعتمدت الدراسة على المنهجين: الاستقرائي، والوصفي التحليلي، وتناول فيها الباحث الألفاظ التي اعترض فيها الأزهري على ابن دريد، ودرسها في المعاجم العربية الأخرى، لا سيما المعاجم المقاربة في تاريخ تأليفها لمعجم (الجمهرة)؛ بهدف التعرف على منهج الأزهري في النقد اللغوي لابن دريد، والتحقق من دقة الأحکام اللغوية التي نقد بها الأزهري ابن دريد، وحاولت الدراسة تبين أسباب هذه الاعتراضات وتفسيرها تفسيراً لغويَّاً وصوتياً لإجلاء حقيقة الاعتراض والتحقُّق من موضوعيته.
وانتهى البحث إلى جملة من الأسباب التي تفسر هذه الاعتراضات، منها ما يتعلق بالجانب الصوتي، واختلاف اللهجات، فقد کان ابن دريد ينصّ على أنَّ بعض المعاني التي ذکرها هي من باب اللَّهجات، لا سيّما اللهجة اليمانيّة، وهذا يفسر عدم شيوعها واعتداد الأزهري بها، ولهذا اعترض عليها الأزهري الذي کان يهمل ما ذکره ابن دريد فيها من کونها لهجة لبعض العرب، ولذلک أمثلة في (جفش)، و (دثع)، و (ذعق)، وغيرها.
ومنها ما يرجع إلى التصحيف والتحريف، زيادة على المنهج الذي اتبعه الأزهري في النقد اللغوي لبعض العلماء، والذي حذا به للاعتراض على بعض آراء ابن دريد.