يستعرض هذا البحث دور الحرف في اللغة من الناحيتين النحوية والصرفية؛ إذ إن لزيادة الحرف ونقصانه أثراً في الإعراب والدلالة، فللحرف أثره حتى إن کان غير عامل فهو عنصر من عناصر الجملة العربية وجزء يحمل عدة معانٍ ودلالات، وذلک انطلاقاً من آراء النحاة والصرفيين المبنية في اللغة، فلا يمکن فصل النحو والصرف عن المعنى، فمعنى الحرف يتحصل في الذهن بتعلقه بغيره، وأحياناً يستقل الحرف بمعنى لا يفارقه، غير أنه يجوز أن ينوب حرف عن حرف وهذا مرجعه إلى اللهجات أو إلى تقارب المعنى في الحرفين، أو اللجوء إلى التأويل والتضمين بدل النيابة، ويشترط في ذلک عدم اللبس في المعنى.
وزيادة الحرف في سياق الکلام أو نقصانه يکون لغاية معنوية کامنة في نفس المتکلم يريد إيصالها من خلال الأدوات اللغوية وفقاً لقواعد النحو والصرف التي وضعها العلماء، ويقف هذا البحث على الآثار المترتبة من النقصان والزيادة في بناء الجملة وفي بناء الکلمة، ويفيدنا هذا البحث في الاطلاع على بعض التفاصيل الدقيقة المتعلقة بالتغييرات والضوابط في البنية الصرفية في مواضع متعددة.