تتحدث هذه المقالة (البحث) بشکل أساسي حول المسار النظري للعلوم الاجتماعية الذي ارتبط بموضوع الثقافة والفنون؛ حيث تتبعت المقالة هذا المسار النظري منذ بدايات تشکل العلوم الاجتماعية في أوائل القرن العشرين حتى ظهور النظريات و المفاهيم السوسيولوجية المعاصرة التي تناولت هذا الموضوع. کما رکزت المقال على التعرف على الفلسفات الکبرى (القرن 17-19) التي أثرت بشکل مباشر على الفکر الاجتماعي الکلاسيکي في موضوع الفنون.

منهجياً، اعتمدت المقالة بشکل أساسي على مراجعة ودراسة وتحليل المرجعيات والمراجع العلمية المتخصصة في موضوع المقالة، ووضعت إطار عام لعرض الموضوع ينقسم إلى إلى ثلاث أجزاء رئيسية، وذلک حسب التحقيب التاريخي لـ المسار النظري الاجتماعي الذي تم اعتماده. الجزء الأول من المقالة تناول الأسس الفلسفية التي أثرت بشکل مباشر وغير مباشر في الصياغات النظرية الأولى لعلم الإجتماع بشکل عام، وعلى أفکار رواد علم الاجتماع في موضوع الثقافة والفنون بشکل خاص. في الجزء الثاني، تعرفنا على الفکر الاجتماعي الکلاسيکي الذي انطلقت منه الأفکار النظرية الأولى التي درست دور مکون الثقافة والفنون في صياغة وفهم المجتمعات الحديثة. أما المرحلة الثانية من تتبع المسار النظري الخاص بهذا البحث، فقد غطى الفکر السوسيولوجي المعاصر الذي تناول الثقافة والفنون. وقد مثَّل هذا الفکر ستة من أکثر علماء الاجتماع المؤثرين في إحداث النقلة النوعية التي أصابت الفکر الاجتماعي في موضوع الفنون في وقتنا المعاصر.