يطمح هذا البحث إلى دراسة ثنائية (الشجرة والحطَّاب)؛ في نماذج مختارة من الشعر العربي الحديث؛ دراسة إنشائية.
وذلک بهدف الکشف عن توظيف هذه الثنائية، والأشکال الجماليَّة التي تشکلت بها؛ کالمفارقة، والصورة، والرمز، والتناص.
وإضاءة الرؤى والدلالات التي تضمنتها هذه الأساليب الجماليَّة، من رؤى ذاتية واجتماعية وإنسانية وکونية.
وذلک وفق المنهج الإنشائي؛ الذي يهتم بجماليات الأدب، دون الخوض في السياقات الخارجيَّة التي تشکلت فيها النصوص.

وقد وجدت توظيفاً واسعاً لهذه الثنائية، تجاوزت مجرد التعبير عن الطبيعة إلى توظيفها بشکل ذکي يحاول تفسير الکون والحياة، والإنسان ويساعدنا في فهمها.ولکن ليس بالشکل المباشر وإنما بتوظيف جماليات الشعر التي تخاطب المتلقي بشکل أکبر وأکثر ذکاء وتجعله يتفاعل مع ما يقرأ من نصوص ،ويتأثر بها.
لقد نقل الشعراء في الغالب تجربتهم من بعدها الذاتي إلى بعد إنساني أعمق وأکثر شمولية، مايدل على عمق الرؤية ورهافة اللغة.
فقد عبروا بهذه الثنائية عن الصراع بين الموت والحياة ،وجسدوا بها صورة القبح في عالم الإنسان،وحاولوا إيقاظ روح السلام لديه،کما جسدوا المفارقات في الحياة ،وغيرها من الرؤى العميقة.