تواجه معظم دول العالم، وبغض النظر عن مستوياتها الاقتصادية والثقافية، العديد من التحديات الاجتماعية خاصة في ظل الطفرة التکنولوجية الهائلة التي يشهدها العالم في أيامنا الحاضرة، والتي من أهمها زيادة انتشار ظاهرة الجريمة والسلوک المنحرف، لذلک، تهدف هذه الدراسة إلى تقديم عرض وصفي ونقدي لموضوع الجريمة والانحراف في ضوء الاتجاهات النظرية السوسيولوجية المتمثلة في الاتجاهات الوظيفية، والتفاعلية الرمزية والصراع الاجتماعي، وما يندرج تحتهم من نظريات مختلفة، وتحديد الآراء النظرية المطروحة للتعرف على أنواع الجريمة والسلوک المنحرف والعوامل المرتبطة بها، والأسباب المؤدية إلى ارتکابها والحلول المطروحة بصددها.
ولتحديد اهمية "المغزى السوسيولوجي" لقضايا "الإجرام والسلوک المنحرف"، تضمنت الدراسة المتغيرات الاجتماعية بکل أشکالها، لأهميتها في مجال تربية النشء في مراحل تکوين شخصيته، والتي يتم من خلال کل منها يتم تشکيل أنماط سلوکية محددة ومقبولة اجتماعياً وثقافياً. وتشمل تلک المتغيرات الأسرة والمدرسة ووسائل الإعلام والحي السکني وجماعة الأصدقاء. کما انها لا تغفل أثر تلک المتغيرات في دفع الأفراد –احياناً– إلى ارتکاب السلوکيات غير المقبولة مجتمعياً.
کما تهدف الدراسة إلى تقديم رؤية مستقبلية لکيفية التصدي للجريمة وللسلوک المنحرف، وذلک من خلال علاقتهما بالعوامل الاقتصادية ودور التکنولوجيا المعاصرة في تغيير طبيعة الجريمة والانحراف في المستقبل. ومن شأن هذه الرؤية أن تساعد متخذ القرار في بناء سياسات ووضع استراتيجيات تجنب المجتمع وأفراده أخطار السلوکيات المضرة والمجرمة.