يسعى هذا البحث إلى إبراز أثر علاقة شاعر الأردن المعروف "عرار" بالنور على تشکيل رؤيته، فقد مثلت هذه العلاقة ملمحا لافتا في سيرة الشاعر انعکس بوضوح على شعره. وإذا کان من الممکن تفسير هذه العلاقة من خلال سيرة عرار وتوجهاته الفکرية، فإن أثر هذه العلاقة في تشکيل رؤيته سيبقى أکثر ارتباطا بالمدونة الشعرية للشاعر. وقد حاول الباحث أن ينظر إلى شعر عرار بالانطلاق من علاقته بالنور في سياق إبراز أثر هذه العلاقة في تشکيل رؤيته، فانطلق من تعريف عام بمجتمع النور، ثم ناقش الصورة التي برزت من خلالها شخصية النوري في شعر عرار، وکان لا بد بعد ذلک من الوقوف على طبيعة علاقة الشاعر بهذا المجتمع ليلج إلى أثر شخصية النوري في تکوين رؤية الشاعر.
تناول الباحث أثر شخصية النوري في تکوين رؤية عرار من خلال قصيدتين مطولتين للشاعر برزت فيهما شخصية النوري بوضوح، وبحکم أن شعر عرار له صبغة شعبية واضحة التفت البحث إلى الأدوات الشعبية التي برزت في النص الشعري لتوصيل رؤية الشاعر والدفاع عنها، إذ انطلق الباحث في إجراءاته البحثية کلها من منظور وصفي تحليلي. وقد توصل البحث إلى العديد من النتائج أبرزها أن عرارا لم يقف في نظرته للنور عند مجتمعهم بحد ذاته، بل أدى اطلاعه على مجتمعهم إلى تشکيل رؤية خاصة به تجاه الحياة ومفهوم الوطن فضلا عن المواطنة. وقد أسهمت أدوات الشاعر ذات المسحة الشعبية إسهاما کبيرا في إيصال هذه الرؤية.