ظلت القصص المصورة حبيسة عالم الأطفال مما تسبب في إغفال قدرة هذا النوع من الفنون علي تصوير مجتمعاتنا المعاصرة والتنديد ببعض الممارسات الشائعة بها إلا أنها بدأت تلاقي اليوم اعجاب القراء بإختلاف أعمارهم. تسعي هذه الدراسة إلي التأکيد علي مايمثله فن القصص المصورة من مادة للتحليل بالنسبة للباحثين وذلک من خلال طرح قراءة لأحد قصص مجموعة "السنافر" للرسام البلجيکي بيو وهو "السنفورالمحقق الصحفي" الذي صدر عام 2003. يتناول الألبوم ظهور شخصية الصحافي أو بالأحري المحقق الصحفي داخل مجتمع السنافر الذي يعد تجسيدًا مصغرًا للمجتمع البشري ويبدو سابقًا لعصره فيؤدي هذا الظهور إلي قلب النظام الذي تسود فيه قيم التضامن وتنظيم العمل رأسًا علي عقب. يقوم المحقق الصحفي بإصدار صحيفة جديدة لوضع حد لظاهرة انتشار الإشاعات والأخبار المغلوطة غير أن الصحيفة لاتحقق الهدف المنشود منها وتقوم بدورها بنشر أخباًرًا ومعلومات غير دقيقة من شأنها إحداث الفرقة داخل هذا المجتمع الصغير. تشير الدراسة إلي بعض سمات الصحافة الجماهيرية کما وردت بالقصة من خلال التوقف عند نوعي "الأخبار المتفرقة" و"التحقيقات الصحفية" مما يسمح باختراق عالم "صحافة المشاهير". تعيد الدراسة النظر في السلطة المتنامية لوسائل الإعلام لتثير مجموعة من التساؤلات حول البعد الاقتصادي للمعلومات وحرية الصحافة والعلاقة بين الصحافة والسياسة مع التأکيد علي طبيعة الدور الموکل إلي الصحافي في عصر التلاعب بالعقول.