يتناول موضوع البحث تجارة أبرز السلع الاستراتيجية من الحديد والخشب والأسلحة، ومدى تأثيرها على الأمن القومي خلال عهد صلاح الدين الأيوبي(569-588هـ/1173- 1192م) ، والتي کانت الدولة الأيوبية خلال عهد صلاح الدين بحاجة ماسة إليها؛ لتحقيق أمنها القومي فکان لا غنى عنها لبناء الأسطول وتسليح الجيش، حتى يتمکن من التصدي للغزو الصليبي للأراضي الإسلامية في المشرق ولا سيما في بلاد الشام.
کما تتناول الدراسة سياسة صلاح الدين في توفير هذه السلع الاستراتيجية من خلال القيام ببعض الإصلاحات الاقتصادية الداخلية، وعقد المعاهدات التجارية مع المدن التجارية الإيطالية( جنوة – بيزا- البندقية)، والتي کانت تربطها علاقات ومصالح تجارية مشترکة مع صلاح الدين.
وسوف تلقي الدراسة الضوء على التحديات والصعوبات التي واجهت صلاح الدين في محاولة توفير السلع الاستراتيجية من الحديد والخشب والأسلحة، والتي تمثلت في قرارت الحظر البابوي لتجارة هذه السلع مع صلاح الدين، وسيتناول البحث أيضًا آليات صلاح الدين وحلوله البديلة في مواجهة هذه الأزمة، بالإضافة إلى موقف المدن التجارية الإيطالية( جنوة – بيزا- البندقية) من قرارات الحظر البابوي لتجارة السلع الاستراتيجية مع صلاح الدين، ومدى نجاح أو إخفاق سياسة الحظر البابوي في تحقيق الهدف منها، والمتمثل في تهديد الأمن القومي للدولة الأيوبية من التحکم في الصادرات الأوروبية إلى الأيوبيين في عهد صلاح الدين؛ لوضع حد لتوسعاته على حساب الوجود الصليبي في بلاد الشام، وإضعاف قوته العسکرية وضرب اقتصاد الدولة الأيوبية.