يرکز هذا البحث على دراسة تأثير المسرح السياسي في الکويت. ويهدف هذا البحث إلى الإجابة عن أسئلة رئيسية أهمها: ماهو المسرح السياسي؟ وماهي الخلفية التاريخية لظهور المسرح السياسي في الکويت؟ وماهي أهم العوامل التي ساهمت في ظهور المسرح السياسي في الکويت؟ وماهي أهم المتغيرات الداخلية والخارجية التي کان لها تأثير في المسرح السياسي في الکويت؟ وماهي أهم العوامل التي ساهمت في تراجعه خلال الفترة الأخيرة؟ واستخدم البحث المنهج الوصفي التحليلي ومنهج دراسة الحالة للإجابة عن هذه الأسئلة. وتوصل البحث إلى نتائج رئيسية أهمها: إن المسرح السياسي ازدهر في الکويت لعوامل عدة أهمها؛ توافر مناخ من الحرية السياسية، وتأثر الکويت بتجارب البلدان العربية الأخرى في مجال المسرح بسبب موقعها الجغرافي وانفتاح مجتمعها على الثقافات الأخرى، واستفادة الکويت من الخبرات الفنية في مجال المسرح العربي، ودعم الدولة الرسمي للحرکة الفنية والمسرحية. ومن ناحيةٍ أخرى، فقد توصل البحث إلى أن المسرح السياسي في الکويت تأثر بمجموعة من المتغيرات الداخلية والخارجية أهمها؛ التحولات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي شهدها المجتمع الکويتي نتيجة للطفرة النفطية، والعلاقة بين الحکومة والبرلمان، وعلاقة السلطة السياسية بالمسرح، والأزمات السياسية والاقتصادية التي مرت بها الکويت، والاحتقان الطائفي الداخلي، والقضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، والأحداث الإقليمية التي تأثرت بها الکويت وأهمها الحرب العراقية الإيرانية وانعکاساتها، والغزو العراقي للکويت ونتائجه. کما توصل البحث إلى أن تراجع المسرح السياسي في الکويت يرجع إلى عوامل عدة أهمها؛ انحسار دعم الدولة الرسمي للمسرح، ودور الرقابة الحکومية على المسرح، وإصدار بعض القوانين المقيدة للحريات، وانخفاض سقف الحرية في الکويت، وتأثير ثورة الاتصال والمعلومات ووسائل الاتصال الاجتماعي على دور المسرح السياسي في التأثير في الرأي العام.