يسعى المنهج البيني إلى تحقيق أربعة أهداف أساسية هي دمج المعرفة، والإبداع في طريق التفکير، وتحقيق التکامل، وإنتاج المعرفة. تلک الأهداف التي تبلورت بصورة جلية في فکر "جمال حمدان"، وخاصة مؤلف شخصية مصر، فقد استطاع من خلال "شخصية مصر: دراسة في عبقرية المکان" أن يحدد القسمات الواضحة في الشخصية المصرية بأنها فلتة جغرافية نادرة لها عمقها الاستراتيجي، وموقعها السياسي، وموضعها الحضاري الذي يحمل بين طياته تفاعلات الإنسان المصري مع البيئة عبْر التاريخ من خلال تبنيه للرؤية البينية محققًا للأهداف الأربعة سابقة الذکر، فشخصية مصر عنده "لا تنسب إلى ما يسمى بالجغرافيا التقليدية، وإنما ترتفع إلى رؤية عمرانية استراتيجية شاملة تبدأ من الواقع الجغرافي الطبيعي لتمتد فتشمل مختلف القضايا الإنسانية والاقتصادية والإقليمية والسياسية والاجتماعية والثقافية"، ومن هنا يسعي هذا البحث من خلال مشروع "جمال حمدان" الحضاري المتکامل المتميز عن الشخصية المصرية أن يرصد ملامح البينية في فکره، وتتبلور إشکالية البحث في تساؤل رئيسي مهم مؤداه: کيف وظف "جمال حمدان" المنهج البيني في دراسته للشخصية الإقليمية المصرية؟