النص نص إنساني في المقام الأول يبحث عن الحياة حياة الطلل السلام الذي رحل
بسعادة الإنسان في کل مکان وزمان ج اّ رء ما اجتزيء رغمًا عنه من فرديته التي سُحقت
بفعل سلطة الجماعة وترکت تلک الروح خاوية من شيء هنالک بعيد المدى قريب الشعور لن
يُنال إلا بشقّ الأنفس، لکنها ليست کل الأنفس إنها الأنفس العالية العليّة النيّرة بما حباها الله
وحدها من قدرة خارقة على سبر أغوار ذاتها التي تمثل کل الذوات في تجربة إبداعية جلية
التأثير في هؤلاء الأف ا رد، کما کانت عميقة التأثر بهم قبل لحظة خلق النص.
لقد کانت ق ا رءة النص الت ا رثي وفق حداثية الرؤية التي تمثّلت هنا في منهج التحليل
النفسي أم اً ر حتميًا لضمان استم ا رريته والکشف فيه عن مضامين إنسانية عالمية تتسع باتساع
الرؤية ومواءمتها لفحوى النص وعمقه، ولا شک أن النص العربي القديم مثّل نموذجًا خاصًا
لرحلة الإبداع الشعري على مر العصور الإنسانية في التعبير عن إنسان ذلک العالم القديم
في تلک البقعة من الأرض التي تحمل خصوصية لها أثرها الواضح في کل ما انطلق فيها
من إبداع، ثم التعبير عن مشکلاته الوجودية والاجتماعية والنفسية والتي تلتقي في نقطة
تلاق جلية مع ما يختلج في نفس بني جلدته في کل زمان ومکان، وهو الأمر الذي يجعل
من تطبيق الرؤى النقدية الجديدة على النص القديم محاولة تحمل الکثير من الأمل في
استجابة النص لمرآة نقدية دقيقة ومناسبة لطبيعته .