استهدفت الدراسة الراهنة  مساعى التحول نحو الشراکة المجتمعية بين أجهزة الشرطة وأفراد المجتمع والمتمثلة فى الشرطة المجتمعية فى مصر خاصة بعد ثورة 30 يونيو والتى تضامن فيها أجهزة الأمن مع أفراد المجتمع، فمن هنا جاءت الدراسة للتعرف على أهداف الشرطة المجتمعية وأبرز العوامل المؤدية إلى تطبيقها، وتوضيح الوظائف الاجتماعية للشرطة المجتمعية، والتعرف على المبادئ والأسس التى تقوم عليها، والمعوقات التى تواجه الشرطة المجتمعية عند تطبيقها فى المجتمع المصري، ووضع تصور لمقترحات التغلب على معوقات تطبيقها. وطبقت الدراسة الميدانية باستخدام طريقة المسح الاجتماعى بأسلوب العينة العشوائية على عينة من أفراد المجتمع المترددين على مختلف إدارات الجهاز الشرطى وقد بلغ عددهم (237) مفردة، وعلى عينة من ضباط مديرية أمن أسيوط وقد بلغ عددهم (93) ضابطا. وقد خلصت الدراسة إلى مجموعة من النتائج أهمها أنه من أهداف الشرطة المجتمعية هى تکريس نظرية الأمن مسئولية الجميع، وکسر الحاجز النفسى لدى أفراد المجتمع والخوف من رجل الشرطة، وزيادة رضا المجتمع المحلى عن الشرطة، وأن من أهم العوامل التى تؤدى إلى تطبيق الشرطة المجتمعية، هى الحاجة إلى فکر جديد لمواجهة أنماط مستحدثة من الجرائم، وتغير النسيج الاجتماعي، وزيادة الاضطرابات الاجتماعية. أما عن أن أهم وظائف الشرطة المجتمعية هى زيادة الثقة المتبادلة بين أفراد المجتمع والأجهزة الأمنية، وتلبية الحاجات الاجتماعية والأمنية للمواطنين. أظهرت النتائج أن من أهم معوقات الشرطة المجتمعية المتعلقة بأفراد المجتمع هى ضعف التواصل بين منظومة الأمن والجمهور، ونقص الوعى الأمنى وإحجام کثير من أفراد المجتمع عن التعاون مع جهاز الشرطة، وغموض فکرة الشرطة المجتمعية فى أذهانهم. أما المعوقات المتعلقة بجهاز الشرطة فتمثلت فى البيروقراطية السائدة لدى بعض رجال الشرطة، ورفضهم الاستجابة للتغيير وانخفاض الروح المعنوية لدى رجال الشرطة، وعدم وضوح آليات التطبيق وضعف التخطيط والتدريب. أما مقترحات التغلب على معوقات الشرطة المجتمعية فتمثلت فى التهيئة الفنية والتدريبية للمشارکين فى الشرطة المجتمعية حيال أدوارهم، وضرورة اهتمام أجهزة الشرطة بتغيير مفاهيم قياداتها وتطوير نظم عملهم، وإصدار النظم واللوائح التى تحدد الأسس النظامية للعلاقة بين الشرطة، والأفراد المشارکين فى وظيفة الشرطة المجتمعية.