استهدفت الدراسة وصف مدى فعالية المحددات الاجتماعية التي رصدها نموذج الانتقال الولادي في حدوث الوفاة النفاسية، وقد أُسست الدراسة على فرضيات عدة، تضمنت أن عدم إنصاف البيئة الاجتماعية التي تقيم فيها الأم يؤدى إلى حدوث الوفاة النفاسية، وأن نوعية الرعاية المقدمة بالنظم الصحية الخاصة بصحة المرأة تؤثر في تجنب الوفاة النفاسية، وأن حرمان الأم من التعليم ينتج عنه الخنوع إلى القيم والعادات الاجتماعية المضرة بصحة الحمل والولادة والممارسات الصحية المؤدية لوفاتها. اتخذت الدراسة نموذج الانتقال الولادي لـ"سوزا باولو" موجهًا نظريًا، واعتمدت منهجيًا على منهج دراسة الحالة والمنهج الأيکولوجي، وقام الباحث بإعداد دليل مقابلة متعمقة بالاعتماد على طريقة أخوات المرأة، وبطاقة للملاحظة العلمية والإخباريين کأدوات لجمع البيانات، وطبقت الدراسة على عينة عمدية مثلتها خمس شقيقات عن الأمهات المتوفيات، وأوضحت النتائج العامة أن تردي خدمات البنية التحتية والسکنية للبيئة الاجتماعية تؤثر في الحالة الصحية، وينتج عنها آثار سلبية تؤدى لوفاة الأمهات، کما تبين عدم قدرة المتوفيات على تلقي الرعاية الصحية الوقائية المنتظمة حول الحمل والإنجاب، والمتابعة طوال مدة الحمل، حيث تکون مکلفة ماديًا مع انعدام مواردهن المالية، وکشفت الدراسة عن کثير من المعوقات التي واجهت المتوفيات للحمل والولادة في بيئة صحية واجتماعية؛ سواء بالوحدات الصحية القروية، أو بالمرفق الصحي العام. أخيرًا أبانت النتائج تأثير أمية المتوفيات في غياب قدرتهن المعرفية للقيام بالرعاية الصحية الذاتية، وکذا تطوير مهاراتهن للرعاية الصحية الوقائية لدرء المخاطر والممارسات الضارة التي تعرضن لها، إضافة إلى غياب التمکين والاستقلال الذاتي، والإذعان لقرارات الأزواج، حتى فيما يخص الرعاية الصحية الخاصة بهن.