المستخلص:
تتمثل مشکلة الدراسة الراهنة فى محاولة التعرف على الوظيفة الاجتماعية للکوميديا أثناء جائحة کورونا، وذلک من خلال تحليل عينة من البوستات الکوميدية الأکثر انتشارًا عبر مواقع التواصل الاجتماعى، مع التعرف على أهمية الفضاء الالکترونى فى انتشار المحتوى الکوميدى کوسيلة لمواجهة الأزمة والتخفيف من تداعياتها والکشف عن اتجاهات الجمهور نحو استخدام الکوميديا أثناء أزمة کورونا. وتنطلق الدراسة نظريًا من عدد من القضايا النظرية المستمدة من المدخل الوظيفى کمدخل أساسي لدراسة الکوميديا، ونظرية مجتمع المخاطر عند أورليش بيک بالاضافة إلى نظرية المجال العام عند جورجين هابرماس لتفسير استخدام الکوميديا عبر وسائل التواصل الاجتماعى.
ومنهجيًا، استخدمت الدراسة المنهج الوصفى، وتم استخدام تحليل مضمون کيفى لعدد (13) من البوستات الکوميدية التى تناولت جائحة کورونا بشکل کوميدى، والتى تم اختيارها بطريقة عمدية. وتم تطبيق صحيفة الاستبيان الالکترونى لعينة متاحة من الجمهور العام المتابع لمواقع التواصل الاجتماعى والتى بلغ حجمها ( 320 مفردة) من أجل التعرف على اتجاهات اجمهور المصرى نحو استخدام کوميديا الانترنت. وعن نتائج الدراسة:
أظهرت نتائح الدراسة أهمية الکوميديا کأداة رادعة وتقويمية لبعض السلوکيات الخاطئة فى المجتمع بهدف تغييرها والتخلص منها کما يفترض بيرجسون فهى أداة تصوير للواقع من خلال التهکم والسخرية والمحاکاة أو ابراز العيوب والمشکلات الموجودة، واتضح ذلک من انتشار البوستات الکوميدية التى عبرت عن مدى الخوف من فيرس کورونا والمتحورات الجديدة التابعة له، وانتقاد استهتار الشعب المصرى بفيرس کورونا واعتباره دور برد عادى،وکان ذلک بهدف التوعية والحذر. بالاضافة إلى ارتفاع معدل اتجاهات الجمهور العام نحو الکوميديا کآلية لمواجهة المخاطر وأکدت الغالبية العظمى من مفردات العينة على دور الکوميديا کآلية للتأقلم الاجتماعى، وزيادة المعرفة والوعى أثناء الجائحة، وعدم الاستهتار بالجائحة.