يختبر العالم المعاصر إحدى المخاطر الصحية المتمثلة في جائحة فيروس کورونا والتي أوجدت عددًا من التحولات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، ولقد ارتبطت تلک التحولات في بحوث علم الاجتماع من قبل بالعولمة ،حيث طرح أولريش بيک مفهوم المخاطر.وبالتزامن مع ذلک بدأت تظهر نقاشات عده حول مفهوم السيولة الذي طرحه زيجمونت باومان، وتأکيده على سيادة مبدأ اللايقين في جوانب الحياة المختلفة.
ولذلک يمکن الزعم في ظل ما يشهده العالم من خطر عالمي/ عولمي بفعل جائحة فيروس کورونا،بوجود حالة من اللايقين في الحياة اليومية والتي تنعکس على الممارسات الاجتماعية للأفراد داخل المجتمع المصري، وهي ما تبرز عدة مآلات ثقافية واجتماعية تضيف إلى ما حالت إليه الأوضاع الاجتماعية في فترة سابقة نتيجة لمظاهر العولمة المختلفة.
ويتمحور موضوع الدراسة في رصد التحولات القيمية المرتبطة بالممارسات الاجتماعية للأفراد في ظل جائحة فيروس کورونا والمتمثلة في قيمة الثقة تجاه العاملين في المجال الطبي، والتي تمثل أحد القيم المرتبطة بحالة المرض داخل المجتمع المصري،والقيم المرتبطة بعلاقة الفرد بالجسد في ظل انتشار جائحة کورونا من حيث التجسيد الظاهري للجائحة في الزي الوقائي من المرض أو في اتباع عادات غذائية صحية أو الإلتزام بالتباعد الاجتماعي،وهي تجسيدات ترتبط بقيم الصحة في ممارساتهم الاجتماعية.
وتهدف الدراسة إلى الکشف عن مظاهر التحول القيمي في الممارسات الاجتماعية للأفراد المرتبطة بقيم الصحة والمرض، ورصد تداعيات جائحة فيروس کورونا على مستويات الثقة في العاملين في المجال الطبي، والتعرف على مدى ثقة الأفراد في جدوى اتباع العادات الصحية الجسدية والغذائية في ممارساتهم اليومية في ظل حالة اللايقين المصاحبة لانتشار جائحة فيروس کورونا.

اعتمدت الدراسة على أداة الاستبيان الالکتروني والمقابلات (تليفونية وإلکترونية).

الکلمات المفتاحية: التحولات القيمية،الممارسات الاجتماعية،قيم الصحة،قيم المرض.