يعدُّ الوصف الأرشيفي العصب والأساس للعمليات الفنية والأولوية الرئيسة داخل أي مؤسسة أرشيفية نتيجة لاعتماد بقية الإجراءات والخدمات المقدمة على البيانات المقدمة من خلاله بشکل أساسي، وقد اعترف المجتمع الأرشيفي العالمي منذ ثمانينيات القرن العشرين بضرورة وجود بنية معيارية قياسية للبيانات الوصفية لأوعية المعلومات الأرشيفية کي تناسب بيئة الويب، وذلک کنتيجة طبيعية لانضمام أوعية وثائق غير تقليدية للرصيد الأرشيفي مثل رسائل البريد الإلکتروني ومواقع الإنترنت والملفات المنتجة بواسطة تطبيقات الحاسب الآلي وخصوصًا حزمة برمجيات المکتب Office Suite، إضافة إلى قيام کثير من مؤسسات الأرشيف بإتاحة وعرض أرصدتها الوثائقية على موقعها الإلکتروني، فبدلا من الذهاب إلى قاعات البحث وطلب وقراءة الوثائق داخلها؛ أصبح من الممکن البحث عنها والاطلاع عليها من الهواتف الذکية والأجهزة اللوحية، سواء کانت صورا أو خرائط أو تسجيلات صوتية أو مرئية وغيرها، إضافة إلى الشکل الورقي المتعارف عليه، ويمکن وصف هذه الوثائق في شکل مجموعات (متکاملات) بالإضافة إلي وصفها بشکل فردي. وفي هذا السياق واجهت مهنة الأرشفة والتوثيق کثيرًا من التحديات المرتبطة بإيجاد أدوات الوصف المناسبة للمجموعات الأرشيفية في البيئة الرقمية سريعة التغيُّر وطرق إتاحة محتويات تلک المجموعات وفق السياق الأرشيفي المناسب في الوقت ذاته والتي ألهمت الأرشيفيين بأن ينخرطوا في القيام بعملية تحليل جديدة لعمليات الوصف الأرشيفي وقواعدها وأدواتها مما کان سببا في ظهور کثير من الممارسات والأدوات والقواعد الوصفية المستحدثة، کذلک بدأت معايير الوصف الأرشيفي في بيئة الويب بالظهور من خلال مبادرات محلية ودولية يتناولها الباحث في هذه المقالة بالعرض والتحليل.