لعلنا نجد أن التحول الرقمي لم يعد رفاهية يمکن الاستغناء عنها فى الوقت الحالي، خصوصًا بالنسبة للمؤسسات والهيئات التي تتعامل مباشرة مع الجمهور، والتي تسعى إلى التطوير وتحسين خدماتها لتسهيل وصولها للمواطنين، ويتجاوز مفهوم التحول الرقمي استخدام التطبيقات التکنولوجية ليصبح منهجًا وأسلوب عمل يجمع المؤسسات الحکومية ليصبح تقديم الخدمات أسهل وأسرع، و خصوصًا في تلک الفترة العصيبة التي تتعرض لها کافة بلاد العالم أجمع، وهي أزمة کورونا العالمية التي أدت إلى اعتماد الرقمنة في تقديم خدمات المواطنين وانتعاش المعاملات الإلکترونية والتحول نحو العمل عن بعد والاستثمار في تکنولوجيا الاتصالات والمعلومات بصورة لم تحدث من قبل، وهو ما ظهر في تقرير الأمم المتحدة للحکومة الإلکترونية عام 2020م، وتعتبر مصر إحدى الدول النامية التي تسعي جاهده نحو إرساء معالم الحکومة الإلکترونية في ظل التحديات الراهنة للإدارة الإلکترونية وقد جاءت هذه الدراسة للکشف عن واقع التحول الرقمي للأرشيف ودوره الهام في تطبيق الحکومة الإلکترونية في مصر من خلال توضيح مفهوم رقمنة الوثائق وأرشفتها رقميًا، مع تحديد أهم خصائص الأرشيف الإلکتروني وأهدافه، ودوره فى دعم عمليات التحول نحو الحکومة الإلکترونية, والتعرف على المعايير والقواعد التي ينبغى أن تؤخذ في الاعتبار عند تبنى مشروع التحول للأرشيف الإلکتروني، فضلًا عن رصد وتحليل واقع الحکومة الإلکترونية وأبعادها، والخروج بمؤشرات عن مقومات إرساء معالم الحکومة الإلکترونية في مصر، وإلقاء الضوء على الدور المهم للقوى البشرية فى عصر التحول الرقمي للخدمات الأرشيفية، وإبراز أهم العوائق والتحديات التي تواجه تطبيق الحکومة الإلکترونية، وأخيرا تقديم وعرض أهم المقترحات حول الآفاق المستقبلية، والحلول الممکنة لتفعيل دور الحکومة الإلکترونية في مصر، مع عرض أمثلة لبعض التجارب الدولية الرائدة في هذا المجال.