التحليلات الأکاديمية من الاتجاهات الحديثة المتفرعة من تحليلات البيانات الضخمة، حيث ترکز على دمج مجموعات من "البيانات الضخمة" المتوفرة في سياق التعليم العالي، والتي تتيحها نظم المعلومات الخلفية التي تحللها أدوات تحليل البيانات الضخمة، وهي وسيلة مبصرة للعلاقات والأنماط الخفية الوصفية للوضع الحالي والتنبؤية للمستقبل. من هذا المنطلق تقوم هذه الدراسة بالتعريف بهذا المجال الواعد، مستشرفة المستقبل القريب الذي ينبئ بتطبيقه على قطاع التعليم العالي المصري، حيث تتناول الدراسة واقع الجامعات المصرية، ومدى استعدادها لتبني هذا الاتجاه في إدارة الجامعات، وتقترح نموذجًا قابلًا للتطبيق دون إجهاد الميزانية، وزيادة الأعباء عن طريق إنشاء "وحدة التحليلات الأکاديمية"، واستخدمت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي، والأسلوب الميداني لجمع المادة العلمية، وتحليل واقع استعداد الجامعات لتطبيق التحليلات الأکاديمية، واستشراف مستقبل تطبيقها عمليًّا، واستخدمت قائمة المراجعة والمقابلة العلمية کأدوات لجمع البيانات. وقد خلصت الدراسة إلى مجموعة من النتائج أهمها: کبر الحجم والقيمة والتنوع والسرعة التي تتميز بها مصادر البيانات الأکاديمية تجعلها بجدارة بيانات ضخمة، ومن أهم هذه المصادر نظم تخطيط موارد المؤسسات ومنصات التعلم الإلکتروني، والمنصات الاجتماعية، والبيانات الحکومية المفتوحة، کما تبين انعدام الخبرة لدى قيادات الجامعات عينة الدراسة عن التحليلات الأکاديمية، وتقنيات البيانات الضخمة بوجه عام، وأن جميع الجامعات عينة الدراسة غنية بالبيانات الضخمة التي يمکن استثمارها بصورة رائعة عند تحليلها، إلا أن الممارسات التي تطبق في إدارة هذه البيانات تقليدية، وأقصى إمکاناتها هي استخدام قواعد البيانات التقليدية، ولا تستخدم أي جامعة من الجامعات عينة الدراسة أي تقنية من تقنيات البيانات الضخمة أو تحليلاتها، سواء لأغراض الوصف أو التشخيص أو التنبؤ، وقد قدمت الدراسة مجموعة من التوصيات، أهمها: تبني وزارة التعليم العالي المصري منهج "الإدارة القائمة على البيانات" وتعميم التحليلات الأکاديمية في کل المؤسسات التابعة لها، وإنشاء وحدات "التحليلات الأکاديمية" التي اقترح الباحث استحداثها في کل جامعة، وإنشاء بحيرة بيانات لجمع کل البيانات المتعلقة بالمؤسسة الأکاديمية أو ربط کل المنابع بشبکة واحدة لتسهيل وتسريع التحليلات الأکاديمية".