شهد التعليم في الأردن في السنوات الأخيرة تغيرات جوهرية على صعيد التعليم العالي، فلوحظ ازدياد في عدد الجامعات في العقدين الأخيرين، سواء الجامعات الحکومية أو الجامعات الخاصة، الأمر الذي أثر على نمط ومفهوم إدارة المعرفة ليواکب التطور الهائل والمتسارع في تطبيقات التکنولوجيا والاتصال والانترنت ومجال المعلوماتية التي أصبحت مصدرا للمنافسة الشديدة بين الدول والمؤسسات التعليمية ومن بينها الجامعات، الأمر الذي دفع الجامعات الحکومية الأردنية إلى الاستجابة لمتطلبات العصر ولا سيما تطوير الأداء  وتحسينه، والارتقاء بمستوى الأهداف والتواصل نحو تحقيق أفضل للتشارک المعرفي وثقافة المؤسسات فيما يخص بناء وتنمية مجتمع المعرفة،والتشارک المعرفي، لايجاد بيئة تنظيمية لتشجيع مشارکة الخبرات والحوار المفتوح، ووضع الخطط،والأطر التنظيمية، والاسترتيجيات، والآليات،بهدف تحقيق مستوى أفضل للتشارک المعرفي في المجتمع الأردني. وبناء على ذلک، برزت مشکلة الدراسة والحاجة إلى بيان مدى حضور الجامعات الحکومية الأردنية ودورها في بناء وتطوير التشارک المعرفي بأبعاده المختلفة، وقد تم اختيار الجامعات الأردنية الحکومية کمجتمع للدراسة، لأن الباحثين أعضاء هيئة تدريس وعاملون فيها، مما يسهل عملية التواصل والحصول على المعلومات اللازمة،فتکون مجتمع الدراسة من الإداريين وأعضاء هيئة التدريس وعددهم (201) توزعوا على الجامعات الأردنية الحکومية  جميعها والمنتشرة في  أقاليم: الشمال، و الوسط، و الجنوب، وتم توزيع استبانة تم اعدادها من قبل الباحثين وفقاً لأدبيات الدراسة المتعلقة بموضوع التشارک المعرفي، وبناء مجتمع المعرفة ودور الجامعات فيه، بحيث رکزت على أبرز العوامل المؤثرة في بناء التشارک المعرفي، وکان العدد (30) مکوناً وعاملاً، وقد تم إجراء معاملات الصدق والثبات وما يلزم وفقاً لمناهج البحث العلمي. وبعد تحليل النتائج ومناقشتها، تم تقديم بعض التوصيات والمقترحات ليأخذ بها أصحاب القرار ورؤساء الجامعات الحکومية الأردنية؛ لتفعيل دور الجامعات في بناء وتطوير التشارک المعرفي في ظل المجتمع الأردني والمتغيرات العالمية المتسارعة لتفعيل ثقافة المؤسسات في المجتمع المحلي. المقدمة