الملخص: في ظل تزايد التغييرات المحيطة بالمؤسسات التعليمية، حيث باتت تعمل في بيئة يصعب التنبؤ بالتغييرات المتوقعة وبسرعتها وکلفتها وتأثيراتها، ولم يعد يصلح لها النظم البيروقراطية المستقرة والمنغلقة، والتي کانت ملائمة حتى نهاية القرن العشرين في ظل أحوال کانت تتغير ببطء، وفي ظروف يسهل التنبؤ بها وإدارتها، لکن بعد کثرة التغييرات التربوية خاصة على المدرسة الثانوية العامة في مصر، نتيجة مشروع البنک الدولي لدعم إصلاح التعليم في مصر2017/2018م، والخطة الاستراتيجية للتعليم قبل الجامعي 2014-2030م؛ الأمر الذي يحتاج معه امتلاک المدرسة الثانوية العامة القدرة على التنظيم الذاتي الذي يؤهلها إلى إدارة التغيير الذي تتعرض له بصورة مستمرة؛ لذلک هدف هذا البحث إلى تحديد مستوى توافر أبعاد التنظيم الذاتي في المدرسة الثانوية العامة، کما استند البحث إلى نظرية النظم التکيفية المعقدة في تفسير الظاهرة موضوع البحث، واعتمد على المنهج الوصفي، واستخدم الاستبانة کأداة لجمع البيانات، والتي تم تطبيقها على عينة عشوائية من معلمي ومديري المدارس الثانوية العامة في محافظة المنيا، بلغ عددهم (832) فردًا، وتم معالجة البيانات إحصائيًا. وجاءت نتائج البحث أن الدرجة الکلية لمستوى توافر وتحقق أبعاد التنظيم الذاتي منخفضة، ولم يتحقق إلا أبعاد: قواعد العمل، ومجتمعات الممارسة، والتغذية الراجعة، وذلک بدرجة متوسطة، ولا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين مستوى توافر أبعاد التنظيم الذاتي تبعًا لمتغيرات موقع المدرسة، وحجم المدرسة، وکانت هناک فروق ذات دلالة إحصائية تبعًا لمتغير الوظيفة تعزى لصالح المديرين. وانتهى البحث بتقديم نموذج مقترح لإدارة التغيير في المدرسة الثانوية العامة في ضوء أبعاد ومکونات التنظيم الذاتي، يتکون من عدة مراحل: الاستعداد والتهيئة للتغيير، وبناء القدرات التنظيمية للتغيير، ومرحلة التنفيذ، وأخيرًا استدامة ومأسسة التغير.